للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يبعثوا إليهم من يعلمهم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أحكام دينهم. على أن كثيرا من الصحابة، نزحوا إلى تلك الأمصار المختلفة من تلقاء أنفسهم، معلمين، ومرشدين، ومنهم من طاب له المقام فاستوطن البلد الذي نزله حتى الممات.

وبنزول الصحابة في تلك البلدان المختلفة، أصبحت معاهد لتعليم القرآن والحديث، يجتمع عليهم طلاب العلم، يغترفون من بحارهم الفياضة، ويحفظون عنهم ما حفظوه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى تخرج على أيديهم في كل قطر طبقة من التابعين، كانوا فيما بعد حماة السنة ورواة الحديث. ولا يقعن في خاطرك أنه كان هناك مدارس، ومعاهد بالمعنى المعروف عندنا الآن، ذات نظم خاصة ومكتبات، وقاعات للمحاضرات وما إلى ذلك. بل كان القوم على البساطة الأولى، فقد كان الصحابي يحمل علمه في صدره، ويعيه بقلبه، وكانت المساجد في الغالب هي دور العلم، ومعاهد الحديث يجلس الصحابي في المسجد، وحوله حلقة من أتباعه وتلاميذه يستمعون له، ويحفظون عنه ويسألونه ويستفتونه، وهو في كل ذلك لا يخرج عن كتاب الله، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو الرأي المستند إلى أصل صحيح منهما، وقلما يكون ذلك. ولا بأس أن نذكر نبذا عن دور الحديث بالأقطار المختلفة فنقول:

دور الحديث في الأمصار المختلفة:

١- دار الحديث بالمدينة المنورة:

كانت المدينة المنورة، هي مهاجر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وبها حدث النبي صلى الله عليه وسلم أكثر حديثه؛ لأن أكثر التشريع

<<  <   >  >>