وبهتانا على رسول الله صلى الله عليه وسلم. فرووا عن أبي الزبير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"من قال القرآن مخلوق فقد كفر"، ورووا عن أنس مرفوعا، "كل ما في السموات والأرض، وما بينهما مخلوق غير الله والقرآن وذلك أنه كلامه منه بدأ، وإليه يعود وسيجيء أقوام من أمتي يقولون: القرآن مخلوق فمن قاله منهم فقد كفر بالله العظيم، وطلقت امرأته من ساعته؛ لأنه لا ينبغي للمؤمنة أن تكون تحت كافر، إلا أن تكون سبقته بالقول"، وغير ذلك كثير في اللآلئ المصنوعة للسيوطي وكشف الخفاء.
٥- كان من النتائج السيئة لهذه الفتنة أن أهل الأهواء أطلقوا ألسنتهم حدادا في ذم أهل الحديث، فطعنوا على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأزروا على المحدثين، ورموهم بالجهل الفاضح، وألصقوا بهم صفت المرتزقة من دعاة العلم وأدعياء الحديث وألفوا الكتب في ذلك حتى جاء المستشرقون في عصور الضعف العلمي والسياسي للمسلمين، فوجدوا ثروة طائلة من هذه السخافات، والمثالب وصوروا الإسلام في صورة الخرافات، وطعنوا بدورهم في أئمة المسلمين، وقد اغتربهم الجهلة في عصرنا الحاضر، ونسجوا على منوال أساتذتهم ورموا علماء المسلمين في كل عصر بكل نقيصة وبهتان، والله يشهد إنهم لكاذبون.