من ولي وددت أن بيني وبين خراسان جبالا من برد وجبالا من نار، وألف سد كل سد مثل سد يأجوج ومأجوج، فقال علي بن أبي طالب: مهلا يا بن الخطاب هل أتيت بعلم محمد أو اطعلت على علم محمد، فإن لله بخراسان مدينة يقال لها "مرو"، أسسها أخي ذو القرنين، وصلى فيها عزير أنهارها سياحة وأرضها فياحة على كل باب من أبوابها ملك شاهر سيفه، يدفع عن أهلها الآفات إلى يوم القيامة، وإن لله بخراسان مدينة
يقال لها "الطالقان"، وإن كنوزها لا ذهب ولا فضة، ولكن رجال مؤمنون يقومون إذا قام الناس وينصرون إذا فشل الناس، وإن لله بخراسان لمدينة يقال لها "الشاش" القائم فيها، والنائم كالمتشحط بدمه في سبيل الله. وإن لله بخراسان لمدينة يقال لها "بخارى"، وإن رجال بخارى آمنون من الصرخة عند الهول إذا فزعوا. مستبشرين إذا حزنوا فطوبى لبخاري، يطلع الله عليهم في كل ليلة إطلاعة فيغفر لمن يشاء منهم، ويتوب على من تاب منهم ... إلخ. وهو كلام طويل جدا. ومن ذلك قولهم:"جور الترك، ولا عدل العرب"، وزعمهم الباطل أن الأعاجم ذكرت عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:"لأنا بهم أوثق مني بكم"، وفي رواية:"لأنا ببعضهم أوثق مني ببعضكم". "سيأتي ملك من ملوك العجم، فيظهر على المدائن كلها إلا دمشق"، ومن ذلك ما رووه في فضل محمد بن كرام السجستاني العابد، المشهور بالتجسيم، ووضع الحديث المتوفى سنة ٢٥٥، وقد ارتحل من خراسان إلى الشام، وأقام بها "يجيء في آخر الزمان رجل يقال له محمد بن كرام يحيي السنة والجماعة، هجرته من خراسان إلى بيت المقدس كهجرتي من مكة إلى المدينة"، وما وضعوه في فضل أبي حنيفة النعمان؛ لأنه من أصل فارسي وذم الشافعي؛ لأنه عربي "يكون في أمتي رجل يقال له: محمد ابن إدريس أضر على أمتي من إبليس، ويكون في أمتي رجل يقال له: أبو حنيفة هو سراج أمتي"، وضعه