للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مأمون بن أحمد الهروي، من أهل القرن الثالث ومن ذلك: "إن آدم افتخر بي وأنا أفتخر برجل من أمتي اسمه نعمان، وكنيته أبو حنيفة وهو سراج أمتي "وفي رواية" إن سائر الأنبياء يفتخرون بي، وأنا أفتخر بأبي حنيفة من أحبه فقد أحبني، ومن أبغضه فقد أبغضني".

هذا وقد استعمل العرب، أو من تعصب لهم هذا السلاح سلاح الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن ذلك قولهم عن النبي صلى الله عليه وسلم: "العرب سادات العجم".

تلك هي آثار العصب للجنس في وضع الحديث، وإنك لتلمح في بعضها معاني الإلحاد في الدين، والدعوة إلى التحلل من أحكامه كقولهم في فضل مدينة الشاش: "القائم فيها والنائم كالمتشحط بدمه في سبيل الله"١.

٢- الزندقة وأثرها في وضع الحديث:

أكثر ما تطلق الزندقة عليه في العصر العباسي -على ما يظهر- هو اتباع دين المجوس، وخاصة دين "ماني" مع التظاهر بالإسلام، ثم توسعوا في استعمالها فأطلقوها على الملحد الذي لا دين له، وعلى التهتك، والفجور مع تبجح في القول يصل أحيانا إلى ما يمس الدين لكن لا عن نظر بل عن خلاعة ومجون.

وقد أشرنا عبد الكلام على الدور السابق إلى شيء من أعمال الزنادقة


١ تاريخ الأمم الإسلامية للخضري "نشأة الدولة العباسية"، ضحى الإسلام جـ١ ص٤٩= ٧٤. اللآلئ المصنوعة جـ١ ص٤٤١، كشف الخفاء، ومزيل الإلباس جـ١ ص٣٣٧.

<<  <   >  >>