لمن بعدهم وذلك لقلة الضعف، فيمن يروون عنهم إذ أكثرهم صحابة، وهم عدول وغير الصحابة منهم أكثرهم ثقات، ولا يكاد يوجد في القرن الأول من الضعفاء إلا القليل.
وأما القرن الثاني فقد كان في أوائله من أوساط التابعين، جماعة من الضعفاء وضعف أكثرهم نشأ غالبا من قبل تحملهم، وضبطهم للحديث، فكانوا يرسلون كثيرا، ويرفعون الموقوف، وكانت لهم أغلاط وذلك مثل أبي هارون العبدري سنة"١٤٣"، ولما كان آخر عصر التابعين، وهو حدود الخمسين ومائة تكلم في التعديل والتجريح طائفة من الأئمة، فضعف الأعمش المتوفى سنة"١٤٨" جماعة ووثق آخرين. ونظر في الرجال شعبة "سنة١٦٠"، وكان متثبتا لا يروى إلا عن ثقة، ومثله مالك بن أنس "سنة١٧٩"، وممن كان في هذا العصر إذا قال قبل قوله معمر "سنة١٥٣"، وهشام الدستوائي "سنة١٥٤" والأوزاعي "سنة١٥٦"، وسفيان الثوري "سنة١٦١"، وابن الماجشون "سنة٢١٣"، وحماد بن سلمة "سنة١٦٧"، والليث بن سعد "سنة١٧٥".
وبعد هؤلاء طبقة منهم ابن المبارك "سنة١٨١"، وهشيم بن بشير "سنة١٨٨"، وأبو إسحاق الفزاري "سنة١٨٥"، والمعافى بن عمران الموصلي "سنة١٨٥" وبشر بن المفضل "سنة٨١٦"، وابن عيينة "سنة١٩٧"، وقد كان منهم طبقة أخرى منهم ابن علية "١٩٣"، وابن وهب "١٩٧" ووكيع بن الجراح "سنة١٩٧".
وقد انتدب في ذلك الزمان لنقد الرجال، الحافظان الحجتان يحيى بن سعيد القطان "سنة١٨٩"، وعبد الرحمن بن مهدي "سنة١٩٨"، وكان للناس وثوق بهما، فصار من وثقاه مقبولا، ومن جرحاه مجروحا