ومن اختلفا فيه -وذلك قليل- رجع الناس فيه إلى ما ترجح عندهم.
ثم ظهرت بعدهم طبقة أخرى يرجع إليهم في ذلك منهم يزيد بن هارون "سنة٢٠٦"، وأبو داود الطيالسي "سنة٢٠٤"، وعبد الرزاق بن همام "٢١١"، وأبو عاصم النبيل بن مخلد "سنة٢١٢".
ثم صنفت الكتب في الجرح والتعديل، والعلل وبينت فيها أحوال الرواة، وكان رؤساء الجرح والتعديل في ذلك الوقت جماعة، منهم يحيى بن معين "سنة ٢٣٣"، وقد اختلف آراؤه وعباراته في بعض الرجال، كما تختلف آراء الفقيه النحرير وعبارته في بعض المسائل، التي لا تكاد تخلص من أشكال، ومن طبقته أحمد بن حنبل "سنة٢٤١"، وقد سأله جماعة من تلامذته عن كثير من الرجال، فتكلم فيهم بما بدا له، ولم يخرج بهم عن دائرة الاعتدال، وقد تكلم في هذا الأمر محمد بن سعد "سنة٢٣٠"، كاتب الواقدي في طبقاته، وكلامه جيد معقول، وأبو خيثمة زهير بن حرب "سنة٢٣٤"، وله في ذلك كلام كثير، وأبو جعفر عبد الله بن محمد النبيل، حافظ الجزيرة الذي قال فيه أبو داود: لم أر أحفظ منه، وعلي بن المديني "سنة٢٣٤"، وله التصانيف الكثيرة في العلل والرجال، ومحمد بن عبد الله بن نمير "سنة٢٣٤" الذي قال فيه أحمد: "هو درة العراق"، وأبو بكر بن أبي شيبة "سنة٢٣٥"، صاحب السند وكان آية في الحفظ، وعبد الله بن عمرو القواريري "سنة٢٣٥"، الذي قال فيه صالح جزرة:"هو أعلم من رأيت بحديث أهل البصرة"، وإسحاق بن راهويه إمام خراسان "سنة٢٣٧"، وأبو جعفر محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي "سنة٢٤٢"، الحافظ وله كلام جيد في الجرح والتعديل، وأحمد بن صالح حافظ مصر "سنة٢٤٨"، وكان قليل المثل، وهارون بن عبد الله الحمال "سنة٢٤٣"، وكل هؤلاء من أئمة الجرح والتعديل.