الذين عرفهم الأموريون باسم "أخلامو" ومعناها الرفاق، وهي التي أطلقوها على عدد من القبائل المتحدة، وقد سادت العناصر الآرامية في قسم كبير من بلاد النهرين وشمال سوريا ووسطها خلال القرنين الرابع عشر والثالث عشر قبل الميلاد؛ غير أنه كانت توجد بينهم بعض الجيوب الحيثية، ولم يتمكنوا من التوسع غربًا لوقوف جبال لبنان حائلًا دون توغلهم عبرها، ومع أنهم اقتبسوا من حضارات جيرانهم؛ إلا أنهم احتفظوا بلغتهم؛ بل وانتشرت هذه اللغة في الأقطار المجاورة ولعبت دورًا مهمًّا في ثقافتها.
ويبدو تأثر الآراميين بحضارة الشعوب المجاورة واضحًا في شمال سوريا؛ إذ تأثر الآراميون هناك بمظاهر الحضارة الحيثية وكانت عاصمتهم في مظهرها لا تختلف كثيرًا عن المدن الحيثية، وقد ذكر أحد ملوكها على تمثال أقامه للإله "حدد" بأنه يحرص أن يوفر السعادة لشعبه، وأن بلاده أزدهرت فيها زراعة الشعير والقمح والثوم والكروم ويفتخر ابن هذا الملك في نص له بأن والده زاد في فخامة البلاط الملكي، كما أن هذا الابن نفسه عاش في أبهة لا تقل عن أبهة ملك آشور الذي خضع له.
وكما اشتهر الفينيقيون بالتجارة البحرية اشتهر الآراميون بالتجارة البرية وأرسلوا قوافلهم إلى جميع الأقطار المجاورة وتاجروا في الأرجوان من فينيقيا والمطرزات والكتان والنحاس والأبنوس والعاج من أفريقيا واللؤلؤ من الخليج العربي، وكان نتيجة هذا التوسع التجاري أن نشروا لغتهم في مختلف البلدان فأصبحت لغة رسمية إلى جانب كونها اللغة العامة