عن الخدم، وفضلًا عن ذلك وجدت عربات حربية يجر كل منها زوج من الخيل ويركبها ثلاثة رجال -كالعربات الحيثية- أحدهم للقيادة والثاني مسلح بحربة أو قوس والثالث يحميها بدرع، أما مشاة الجيش؛ فمنهم من يتسلح بالأقواس ومنهم من يحمل الرماح والدروع ويلبسون خوذات مخروطية ذات زوائد جانبية لحماية الأذنين، كما أنهم يتدثرون بزرد يغطي الصدر والجزء العلوي من الساعدين ويلبسون أحذية طويلة، وكل منهم مزود بسيف قصير لاستخدامه عند الالتحام مع العدو عن قرب، وإلى جانب هؤلاء كان الجيش يضم عمالًا من الجنود يحمل كل منهم بلطة ومعول لكي يقوموا بعمليات الهدم.
هذا ويلاحظ أن بعض النقوش المتعلقة بحصار بعض المدن تبين أن الأشوريين استخدموا آلات للهدم تحميها سقوف من أغصان متشابكة كما استعملوا أبراج عالية تسير على عجلات إلى أن تصل إلى قرب السور المحاصر، ويعتلي هذه الأبراج رماة السهام الذين يرمون بسهامهم الجند الذين يعتلون الأسوار للدفاع عن المدينة المحاصرة.
وقد اشتهر الأشوريون بالقسوة في حروبهم وفي معاملة أعدائهم والمدن التي تسقط في أيديهم، وكانوا بعد انتصاراتهم يبيحون لجنودهم البلاد المفتوحة فيعملون فيها النهب والتدمير كما أنهم كانوا يبثون الإرهاب بين الجهات التي يريدون إخضاعها لسيطرتهم، وكثيرًا ما كانوا يقومون بتخريب المحاصيل وحرق القرى، وهم أول من استن سنة نفي سكان البلاد التي تخضع لهم وإحلال سكان آخرين في مكانهم ليمزجوا بين الشعوب الخاضعة لهم حتى تفقد صفاتها القومية؛ فهم الذين نفوا سكان إسرائيل إلى ميديا وأحلوا في مكانهم مواطنين آخرين من جهات مختلفة.