المرجح أن طائفتين من القواد أو المشرفين كان أفرادها يكلفون باستدعاء الرجال للخدمة؛ فبعضهم يختص بجمع المجندين لوظائف الجيش، والبعض الآخر كانوا مكلفين بأعمال البوليس، ويمنح المكلفون للجيش أملاكًا من أموال الدولة في هيئة معاش مدى الحياة كما أن المكلفين بأعمال البوليس كانت لهم امتيازات شخصية وامتيازات بالنسبة لأملاكهم لا يمكن للحاكم أن يتعرض لهم؛ وإلا كان مصيره الإعدام، وإذا ما تغيب أحد هؤلاء المكلفين سواء من الجيش أو البوليس فإن أبناءه يديرون أملاكه، وإذا كان هؤلاء صغارًا فإن الزوجة تدير هذه الأملاك في نظير ثلث الإيراد، ومن جهة أخرى كان من الواجب أن تحفظ هذه الأملاك في حالة جيدة وإن تعمد مالكها -الذي منحت له في نظير التكليف- إهمالها أو احتلها آخر لمدى ثلاث سنوات فلا يجوز إعادة تملكه لها ويصبح واضع اليد عليها هو المنتفع الشرعي.
وكان ملوك أشور قواد حرب أكثر منهم رجال دولة؛ ولكنهم كانوا لا يخرجون في حملاتهم دون استشارة الآلهة عن طريق العرافين والمنجمين وبعد أن يتلقوا تقارير عن الجهات التي يزمعون مهاجمتها ومدى النجاح المتوقع لحملاتهم، كما أنهم كثيرًا ما قاموا بحملاتهم بناء على أمر إلهي يتراءى لهم في أحلامهم، وحينما لا يكون الملك على رأس جيشه كان أكبر موظفي البلاط هو الذي ينوب عنه في قيادة الجيش.
ومن الملاحظ أن الجيوش الأشورية أدخلت نظام الفرسان الذين كانوا يركبون الخيل دون سرج في أول الأمر ويصحب كل منهم خادم راكب أيضًا ثم تقدمت الفروسية فوضعت السروج فوق الخيل واستغنى