بها، كما كان إلهًا للحكمة، خلق الإنسان من كتلة من الطمي نفخ فيها نسمة الحياة، وهو الذي أنقذ البشر من الفناء في زمن الطوفان وعلمهم مختلف الصناعات ومنح الذكاء للملوك.
ويلي هذا الثالوث ثالوث آخر يتألف من إله القمر وإله الشمس وإلهة هي الزهرة عشتار، وكان إله القمر يقيس الزمن ويعاقب المذنبين من الملوك بقضاء حياتهم في التأوهات والدموع، وكان إله الشمس هو القاضي الأعظم الذي أملى قوانين العدالة على الملوك، أما عشتار فكانت إلهة الحرب وإلهة اللذة تسعى لغواية البشر، كما أنها تعد أخت إله الشمس وفي نفس الوقت أخت إلهة العالم السفلي.
وإلى جانب هؤلاء جميعًا كانت كل قوى الطبيعة وكل قوى الخير تؤله عند السومريين والبابليين كما كان لكل مدينة معبودها حتى أصبح عدد المعبودات كبيرًا جدًّا، وبالطبع كان تفوق معبود على الآخرين يجعل من هذه المعبودات الأخرى معبودات مظاهر له، وينسبون إليه قدرة لا توجد لدى الآخرين كما أنه يصبح المتحكم في تقرير المصير؛ كذلك عبد السومريون والبابليون عددًا من الأبطال الخرافيين تظهر أسماء بعضهم في القوائم الملكية كملوك في العصور السابقة للتاريخ، كما أن بعض الأمراء انتحلوا الصفات الإلهية أثناء حياتهم، ولم يختلف الدين الأشوري عن البابلي في روحه ولكنه تأثر بعض الشيء بالمظاهر الحربية التي سادت عهد الآشوريين، وبالطبع احتل إلههم أشور "شكل ٤٦" مكانة أعظم إله في بلاد النهرين ونسب إليه الخلق، وهو من جهة أخرى كان يعد إلهًا حربيًّا أخضع الناس جميعًا لسلطانه وكانت زوجته عشتار الأشورية تحتل المكانة التالية لمكانته كما أنها كانت تعد بطلة المعارك وحامية أشور.