للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الناس، أو بمعاده وهو الإيمان الذي هو عمل القلب، والإسلام الذي هو عمل الجوارح، فمن أحسن في هذا كله، وأتى به على وفق السداد والشرع. . فقد فاز بكل خيرٍ، وسَلِم من كل ضير، ولكن دون ذلك خرط القتاد (١)، وبذل المُهَج وتقطُّع الأكباد.

قال الخطابي: (ولما كان العلماء ورثة الأنبياء، ومما ورثوه منهم تعليم الناس الإحسان، وكيفيته، والأمر به إلى كل شيءٍ. . ألهم اللَّه تعالى الأشياء الاستغفار للعلماء؛ مكافأةً لهم على ذلك؛ كما قال صلى اللَّه عليه وسلم: "إن العالم ليستغفر له مَنْ في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في جوف البحر") اهـ (٢)

* * *


(١) الخرط: هو قشر العود بأن تضع يدك على أعلاه ثم تمرُّ بها عليه إلى أسفله، والقتاد: شجر له شوك كالإبر. وانظر "مجمع الأمثال" للميداني (١/ ٦٣٤).
(٢) انظر "معالم السنن" (٤/ ٣٩). والحديث عند أبي داوود (٣٦٤١)، والترمذي (٢٦٨٢)، وابن ماجه (٢٢٣) عن سيدنا أبي الدرداء رضي اللَّه عنه.

<<  <   >  >>