(٢) قوله: (إن لكم) قال الشيخ المناوي: هكذا قدَّره الشارح الهيتمي، وظاهره: أن الفضل المرتب على الأذكار الآتية يخصُّ لفقراء دون غيرهم من الأغنياء، واغتر في ذلك ببعض المتكلمين عليه "البخاري"، وما درى أنه قد تكفَّل بعض المحققين بردِّه، وقال: إنه غفلةٌ عن قوله في نفس حديث البخاري: (إلا من صنع مثل ما صنعتم) فجعل الفضل لقائله كائنًا من كان، فالأولى: تقدير ما يناسب العموم. انتهى بحروفه، وإنما كان ظاهره ما ذكر؛ لأن الفرض أن (لكم) خبر (إن) مقدمًا، و (صدقة) اسمها مؤخرًا، وتقديم ما حقه التأخير يفيد الاختصاص والحصر، والمعنى: لكم لا لغيركم، تأمل. ثم قرأت عبارة المناوي على شيخنا فقال: الخبر هنا حقه التقديم لدفع توهم الصفة فلا يفيد الحصر، فليراجع. اهـ "مدابغي" (٣) أخرجه البخاري (٥٦٧٣)، ومسلم (٢٨١٦) عن سيدنا أبي هريرة رضي اللَّه عنه بنحوه.