بن نجم الدّين أبي نصر بن أبي الْخَيْر، هَكَذَا كتب لي نسبته بِخَطِّهِ، والحافظ نجم الدّين عمر، وَرَأَيْت البقاعي توقف فِيهِ فِي مُعْجَمه من حَيْثُ بَينه وَبَين عَليّ بن أبي طَالب تِسْعَة عشر رجلا. قَالَ: وَمن الْقَاعِدَة الَّتِي سَمعتهَا من حَافظ الْعَصْر ابْن حجر، ونقلها عَن قَاضِي الْقُضَاة بن خلدون فِي أمتحان الْأَنْسَاب، أَنه يَجْعَل لكل ماية سنة ثَلَاثَة رجال، وَأَنه أمتحن بهَا أنساباً. كَثِيرَة من ذَوي الْأَنْسَاب الثَّابِتَة فَلم تخرم، وَأما غَيرهم فَلَا تكَاد تصح فيهم. قَالَ البقاعي: ثمَّ لما دخلت مَكَّة أخْبرت أَن إنتسابهم أَولا كَانَ إِلَى عتبَة بن أبي لَهب، ثمَّ أخرجُوا هَذَا النّسَب فَالله تَعَالَى أعلم أنْتَهى. ولد سنة سبع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة.
١٨٦ - ابْن الشّحْنَة الْحلَبِي، محب الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد
مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن غَازِي بن أَيُّوب بن مَحْمُود الشحنكة، بن الختلو الثَّقَفِيّ الْحلَبِي، قَاضِي الْقُضَاة محب الدّين أَبُو الْفضل، بن الإِمَام الْعَلامَة محب الدّين أبي الْوَلِيد، بن الْعَلامَة كَمَال الدّين، بن شمس الدّين، الْمَعْرُوف بِابْن الشّحْنَة. ولد يَوْم الْجُمُعَة ثَانِي عشر رَجَب سنة أَربع وَثَمَانمِائَة. سمع من الْبُرْهَان الْحلَبِي ولازمه، وَأَجَازَ لَهُ الشهَاب الوَاسِطِيّ. وتفقه وتفنن، وأعتنى بالأدب، ونظم الشّعْر الْحسن، وأنشا النثر. وَولي كِتَابَة السِّرّ بِالْقَاهِرَةِ، ثمَّ قَضَاء الْحَنَفِيَّة بهَا، ثمَّ مشيخة الشيخونية. وَلما ولي تدريس الحَدِيث بالمؤيدية أمْلى بهَا مجَالِس. وَألف " طَبَقَات الْحَنَفِيَّة ". مَاتَ فِي الْمحرم سنة تسعين وَثَمَانمِائَة. وَمن نظمه وَقد جمع لَهُ الْحَافِظ برهَان الدّين الْحلَبِي حراس النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قبل نزُول الْآيَة وَأَشَارَ إِلَيْهِ أَن ينظمهم فَقَالَ: