أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْخَالِق بن عُثْمَان بن مزهر الْأنْصَارِيّ، الدِّمَشْقِي الأَصْل، ثمَّ الْمصْرِيّ القَاضِي كَاتب السِّرّ، تَقِيّ الدّين ابْن القَاضِي كَاتب السِّرّ بدر الدّين. ولد سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة. وَنَشَأ فِي حجر الرياسة والعز. وَسمع الحَدِيث على جمَاعَة، وَأَجَازَ لَهُ جمع جم، وَحدث بأَشْيَاء من مروياته. وَولي عدَّة مناصب سنية، ثمَّ ولي كِتَابَة السِّرّ، هُوَ منصب وَالِده، فَأَقَامَ فِيهَا بضعاً وَعشْرين سنة وَلَاء إِلَى أَن أنتقل إِلَى رَحْمَة الله تَعَالَى. وَقل أَن اتّفق ذَلِك لأحد إِلَّا لِأَبْنِ فضل الله، فَأَنَّهُ أَقَامَ فِي هَذَا المنصب وَكَانَ جم المحاسن كثير الإحاسن دينا عفيفاً نعتي الْعرض نعتي الجيب فَاضلا فِي الْعلم، لين الْجَانِب، كثير التَّوَاضُع، كثير البشاشة، حسن التَّصَرُّف فِي منصبه، مساعدا للْفَقِير والمظلوم، كثير الْبر والخيرات وَالصَّدقَات. بنى جَامعا تجاه بَيته، وَقرر فِيهِ مدرسين للتفسير والْحَدِيث وَالْفِقْه وطلبة وصوفية. وَبنى رِبَاطًا بِمَكَّة. وَله غير ذَلِك من وُجُوه الْمَعْرُوف.