وَأخذ الْفِقْه عَن الْبُرْهَان البيجوري، وَالشَّمْس الْبرمَاوِيّ، والنحو عَن نَاصِر الدّين البارنباري، وَفقه الْحَنَابِلَة عَن الْمُحب بن نصر الله الْبَغْدَادِيّ، وَالْأُصُول عَن القاياتي، والشرف السُّبْكِيّ. وأشتهر بالفضيلة وَالدّين وَالصَّلَاح. وَله تصانيف مِنْهَا: " إتقان الرائض فِي الْفَرَائِض " و " شرح قَوَاعِد ابْن هِشَام " و " شرح الْبردَة ". جاور بِالْمَدِينَةِ الشَّرِيفَة مُدَّة طَوِيلَة إِلَى أَن مَاتَ بهَا سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَثَمَانمِائَة. وَمن نظمه:
يَا أَيهَا القَاضِي الإِمَام الْعَالم ... كفيت من يخْشَى وَمن يسالم
ونلت من رب الْعباد حفظا ... وَمن عباده الْكِرَام لحظا
مَا قَوْلكُم بِامْرَأَة تَشْكُو العنا ... تَقول بعلي مَاتَ حَقًا مُعْلنا
وَإِن حملي مِنْهُ باعترافه ... قد قَارب الْوَضع مَعَ انْصِرَافه
فَإِن يكن انثى فَنصف المَال لي ... أَو ذكرا فثمنه لي منجلي
فَإِن وضعت الْحمل مني مَيتا ... وقيت كل مَا يروع الْفَتى
فَالْمَال لي عَلامَة الْحُكَّام ... فَتلك قصتي وَذَا كَلَامي
جِئْنَا بهَا بَغْدَاد نرجو حلهَا ... إِذا ببطش الدَّهْر حل أَهلهَا
فَمن رَآهُ صَاح إِنِّي أمرا ... مَعَ العدا وَمَعَ أُمُور أُخْرَى
كرى الْبيُوت وأذى الْأزْوَاج ... وميل أَوْلَاد مَعَ البلجاج
فأفتنا كَيفَ يكون المخلص ... فَمَا وجدنَا غَيْركُمْ من يفحص
الْجَواب: هَذِه امْرَأَة شرت عبدا فأعتقته وَتَزَوَّجت بِهِ ثمَّ توفّي عَنْهَا حَامِلا مِنْهُ وَلَا وَارِث لَهُ غَيرهَا وَغير حملهَا.
٢٢ - الكوراني، شهَاب الدّين أَحْمد بن إِسْمَاعِيل
أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن عُثْمَان الإِمَام الْعَلامَة شهَاب الدّين الكوراني الشَّافِعِي ثمَّ الْحَنَفِيّ. ولد سنة ثَلَاث عشرَة وَثَمَانمِائَة ودأب فِي فنون الْعلم حَتَّى فاق فِي