للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ضميتها عِنْد اللقا ضمّةً ... منعشةً للمدنف الْهَالِك

قَالَت تمسكت بِمَاذَا وَمَا ... هَذَا الشذا قلت بأذيالك

فَللَّه درها من تَحِيَّة أربت على الْأَوَاخِر والأوائل، فَلَو أدركتها الأول أضحى قس عِنْدهَا شبه بَاقِل وَكَانَ يغترف من فضَالة فَضلهَا القَاضِي الْفَاضِل. فيا حسن مَا انشا، من انشا. يفعل مَا لَا يفعل المدام، وَيَا طيب مَا استعذب من بلاغة براعة استهلالها اللَّائِق بِهَذَا الْمقَام، وَمَا نشق من عبير مسك براعة هَذَا الختام يعجز عَن وصفهَا اللِّسَان، ويعترف كل فَاضل لخفي دقائقها ببديع الْمعَانِي وَالْبَيَان. فقبلها الْمَمْلُوك حِين قابلها، وَعَاد لَهَا فَلم يجد من عادلها. نعم قبلهَا ألف قبْلَة، وَكَاد يَجْعَلهَا أَمَامه يَا إِمَامَة قبله. وَلَو أمكنه طي مَا نشر من هَذَا الْجَواب التافه لطوى، وَلَكِن نوى ذَلِك فغلبته الطَّاعَة وَلكُل امرىء مَا نوى. لَكِن براعة الرسَالَة الذكية أملت عَلَيْهِ فاستملى، وجلى محاسنها وأستجلى وأستحل سحرها وأستحلى. وَالله تَعَالَى يديم على مَوْلَانَا نعمه المتوالية، ويمنحه بعد الْعُمر الطَّوِيل من الْجنان الرَّائِحَة الْآنِية.

وَقَالَ فِي الْحَرِيق الَّذِي وَقع ببولاق سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة:

لهفي على مصر وسكانها ... والدمع من عَيْني عَلَيْهَا طليق

مَا شاهدوا الْحَشْر وأهواله ... مَا بالهم ذاقوا عَذَاب الْحَرِيق

٤٣ - الشهَاب المنصوري، الهائم أَحْمد بن مُحَمَّد

أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الدَّائِم بن رشيد الدّين بن خَليفَة بن مظفر السّلمِيّ، شَاعِر الْعَصْر شهَاب الدّين المنصوري، الشَّافِعِي ثمَّ الْحَنْبَلِيّ الْمَعْرُوف بالهائم، من ذُرِّيَّة الْعَبَّاس بن مرداس السّلمِيّ الصَّحَابِيّ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، فبراعته فِي الشّعْر نزوع إِلَى جده. وَمن

<<  <   >  >>