السَّعْدِيّ الْعَبَّادِيّ الْحِجَازِي الأَصْل الْمصْرِيّ، الشَّافِعِي الأديب البارع المفنن. ولد فِي شعْبَان سنة تسعين وَسَبْعمائة. وَأَجَازَ لَهُ الْحَافِظ زين الدّين الْعِرَاقِيّ، وَسمع على الْمجد الْحَنَفِيّ، والبدر النسابة، والبرهان الأنباسي، وَابْن أبي الْمجد وَغَيرهم، وَحضر دروس الْكَمَال الدَّمِيرِيّ، ودعا لَهُ، وَسمع من شَرحه لِابْنِ ماجة. ولازم الْعِزّ بن جمَاعَة، وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ، وَالشَّمْس الْبرمَاوِيّ، والبساطي فِي عدَّة من الْفُنُون. وعني بالأدب كثيرا إِلَى أَن تقدم فِيهِ، وَصَارَ أحد أعيانه. وَله فِيهِ تصانيف مِنْهَا: " التَّذْكِرَة نَحْو سبعين جُزْءا، و " كتاب النّيل " و " روض الْآدَاب "، " وحبِيب الحبيب ونديم الكئيب "، و " الْقَوَاعِد المقامات من شرح المقامات " "، و " قلائد النحور من جَوَاهِر البحور "، فِي اقتباسات الْقُرْآن، و " ديوانه الْمُفْرد "، و " ومصنف فِي الألغاز والأحاجي "، و " ومصنف أدعية يدعى بهَا عقب قِرَاءَة الختمات بِحَسب الوقائع والمقامات "، و " أجوبة اعتراضات ابْن الخشاب على الحريري ". مَاتَ يَوْم الْأَرْبَعَاء سَابِع رَمَضَان، سنة خمس وَسبعين وَثَمَانمِائَة. وَقَالَ مضمناً:
قصدت رُؤْيَة خصر مذ سَمِعت بِهِ ... فَقَالَ لي بِلِسَان الْحَال ينشدني
انْظُر إِلَى الردف تستغن بِهِ وَأَنا ... مثل المغيدي فاسمع بِي وَلَا ترني
وَقَالَ فِي ملحية لابسة ثوب خمري:
فِي ثوبها الخمري قد أَقبلت ... بوجنة حَمْرَاء كَالْخمرِ
فملت سكرا حِين أبصرتها ... لَا تنكروا سكري من الخمري
وَقَالَ فِي باكية تسمى جنَّة مضمنا:
نزهة عَيْني جنَّة أرْسلت ... مدامعاً من مقلة هامية
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute