وَيَا جمالكم عَن عين عاشقه ... حينا فَمَا ضره لَو زَاد واقتربا
بنتم فَلَا غرو أَن زار الحبيب وَلَو ... زرتم أخذت لدهري مِنْكُم عجبا
يَا للقريب الَّذِي شط المزار بِهِ ... عَن الْأَحِبَّة أَلا سيد الغربا
كَهْف العصاة مغيث المستغيث بِهِ ... مُحَمَّد الْمُصْطَفى أعلا الورى نسبا
من اطلع الله من لألآء غرته ... بَدْرًا وَأنزل فِي أَوْصَافه كتبا
وَأَقْبَلت نَحوه الْأَشْجَار طَائِعَة ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... .
... ... ... ... ... ... ... ... ... ... . فَكَانَ أحسن طَرفَيْهِ الَّذِي ذَهَبا
فكم سقت راحتاه عسكراً وشفت ... وفرحت كبدا إِذْ فرجت كربا
بِهِ هدى الله أَقْوَامًا أعزَّ بهم ... دينا أذلَّ بِهِ الْأَوْثَان وانقلبا
قوم إِذا ذَكرُوهُ استعبروا رهباً ... وان دعوا للطعان اسْتَبْشَرُوا رغبا
أعطافهم من ريَاح النَّصْر مائسة ... " كَأَنَّهُمْ فِي ظُهُور الْخَيل نبت رَبًّا "
لَا يعْرفُونَ عريناً إِذْ غدوا اسدا ... إِلَّا العوالي والهندية القضبا
فيا لَهَا من عوالٍ فِي المعامع كم ... حازت من السَّبق فِي راحاتهم قضبا
وَمن مواضٍ قد استحلوا مواقعها ... كَأَنَّهُمْ قد جنوا من ضربهَا الضربا
سموا بِأَفْضَل مَخْلُوق سمى وَبِه ... نالوا الْهدى والتقى وَالْفضل والأدبا
ايوان كسْرَى تردى يَوْم مولده ... وأخمد النُّور من نيرانه اللهبا
وَجَاءَت الْجِنّ والكهان هاتفةً ... لما رَأَوْا مظهرين الويل والحربا
قَالُوا وجدنَا السَّمَاء الْآن قد ملئت ... آفاقها حرساً مَمْلُوءَة شهبا مَا ذَاك إِلَّا لأمر كَانَ عَن قدرٍ ... فَمَا لنا وَلكم أَن نعلم السببا