للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقال: كيف صلاة الليل؟ فقال: مثنى مثنى، فإذا خشيت الصبح؛ فأوتر بواحدة؛ توتر لك ما قد صليت" (١) ، وهذه الرواية فيها بيان أن المراد بقوله صلى الله عليه وسلم: "مثنى مثنى" بيان كيفية الصلاة لا كمية الصلاة، فلا يريد الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله ذاك بيان العدد، وإنما الفصل والوصل؛ فصلاة الليل تصلى ركعتين ركعتين، وأولى ما فسر به الحديث من الحديث. (٢)

الوجه الثالث: أن قوله صلى الله عليه وسلم: " مثنى مثنى": يفيد إرادة الصفة، لا إرادة العدد، إذ العدد المعدول (مثنى مثنى) إنما يعني: صلي صلاة الليل ركعتين ركعتين؛ دون أن يراد بيان العدد؛ فافهم. وهذا كما في قوله تعالى: {فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع} [النساء:٣] . (٣)

- (٢-٤-٣) الوتر بركعة واحدة: يشرع الوتر بركعة واحدة، ومما يدل عليه ما يلي:

أ) ما سبق من قوله صلى الله عليه وسلم: " صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشيت الصبح؛ فأوتر بركعة ".

ب) ما سبق من حديث أبي أيوب: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الوتر حق على كل مسلم، فمن شاء؛ أوتر بسبع، ومن شاء؛ أوتر بخمس، ومن شاء بثلاث، ومن شاء؛ أوتر بواحدة، فمن غلب؛ فليومئ إيماء".

ج) عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم: " الوتر ركعة من آخر الليل ". أخرجه مسلم. (٤)


(١) أخرجها: البخاري في (كتاب الصلاة، باب الحلق في المسجد، حديث رقم ٤٧٣) .
(٢) "فتح الباري" (٢/٤٧٨-٤٧٩) .
(٣) انظر: "تفسير الزجاج" (٢/١٠) ، "تفسير القرطبي" (٥/١٨) ، و "شرح قطر الندى" (ص٣١٦) ، في موانع الصرف – العلة الخامسة.
(٤) حديث صحيح.
ص٥٦

أخرجه مسلم في (كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب صلاة الليل مثنى مثنى والوتر ركعة من آخر الليل، حديث رقم ٧٥٢) .

<<  <   >  >>