(١) - حسن. رواه الدارقطني (٢/ ٦٦/١)، والحاكم (١/ ٣٢٥ - ٣٢٦)، من طريق محمد بن عون مولى أم يحيي بنت الحكم، عن أبيه، قال: حدثنا ابن شهاب، أخبرني أبو سلمة، عن أبي هريرة، وقال الحاكم: صحيح الإسناد. قلت: وهذا سند لا بأس به، محمد بن عون سكت عنه البخاري (١/ ١/١٩٧) وقال أحمد في «العلل» (٢/ ٢١١): «رجل معروف». وذكره ابن حبان في «الثقات» (٧/ ٤١١) ووالده عون قال البخاري في «التاريخ الكبير» (٤/ ١/١٦) عنه: «عن الزهري مرسل، روى عنه الماجشون». قلت: بل سمع منه كما هو مصرح به في هذا الحديث، وسكت عنه في «الجرح والتعديل» (٣/ ١/٣٨٦)، وذكره ابن حبان في «الثقات» (٧/ ٢٨١)، وأما ابن شهاب، وأبو سلمة فثقتان من رجال البخاري ومسلم. فمثل هذا الإسناد لا بأس به، خاصة وأنه جاء من طريق آخر. فرواه الطحاوي في «المشكل» (٨٧٥)، والخطيب في «التاريخ» (١٢/ ٦٥)، وأبو الشيخ في «العظمة» (١٢٤٦) من طريق محمد بن عزيز، حدثنا سلامة بن روح، عن عقيل، عن ابن شهاب أخبرني أبو سلمة، عن أبي هريرة به. قلت: ومحمد بن عزيز وعمه سلامة فيهما ضعف خفيف، وهما ممن يكتب حديثهما؛ إلا أنه تكلم في سماع محمد من سلامة، وسماع سلامة من عقيل ولكن لا بأس بهذا الإسناد هنا. وجاء الحديث من طريقين آخرين مقطوعين: الأول: رواه ابن حبان في «الثقات» (٨/ ٤١٤)، وابن أبي حاتم في «التفسير» كما عند ابن كثير (٣/ ٣٤٧)، وأبو نعيم في «الحلية» (٣/ ١٠١)، والطبراني في «الدعاء» (٩٦٨)، من طريق مسعر بن كدام، عن زيد العمي، عن أبي الصديق الناجي، قال خرج سليمان ... ... فذكره. وفي سنده زيد العمي وهو ضعيف. الثاني: رواه عبد الرازق في «المصنف» (٣/ ٩٥ - ٩٦)، ومن طريقه الطبراني في «الدعاء» (٩٦٧)، عن معمر، عن الزهري، أن سليمان بن داود .... به. وسنده صحيح إلى الزهري. وخلاصة الأمر: أن الحديث حسن بطريقيه الأولين. «تنبيه»: لم أجد في الحديث في «مسند» الإمام أحمد إذ هو المراد عند إطلاق العزو كما فعل الحافظ هنا وفي «التلخيص» (٢/ ٩٧) فقد رجعت إلى مسند أبي هريرة فلم أجده فيه، ولا عثرت عليه في مسند أحمد بطريق الفهارس، ثم أخيرا قرأت «الأطراف» للحافظ ترجمة أبي سلمة، عن أبي هريرة فلم أجده أيضا، مما يرجع عندي أن الحديث إما أن يكون في كتاب آخر من كتب الإمام أحمد، أو أن يكون الحافظ وهم في عزوه لأحمد. والله أعلم.