حروف المد واللين المتقدمة، وقد يوجد قبله، فإن وجد بعده، واجتمع معه فى كلمة واحدة سمّى المد حينئذ مدّا متصلا نحو:«جاء، يضيء، قروء»، وإن وجد بعده وكان حرف المد فى آخر كلمة، والهمز فى أول الكلمة التالية سمى المد حينئذ مدا منفصلا، نحو «يأيّها، قوا أنفسكم، وفى أنفسكم»، فإن وجد الهمز قبل حرف من حروف المد واللين فى كلمة واحدة سمى المد حينئذ مد بدل نحو ءامنوا، أوتوا، إيمانا، وإذا تحقق الهمز بعد حرف من حرفى اللين فى كلمة واحدة سمى المد حينئذ مد لين، نحو: سوأة، شيئا، والقصر لغة الحبس، واصطلاحا إثبات حرف المد واللين أو حرف اللين فقط من غير زيادة عليهما.
وللمد إطلاق آخر وهو إثبات حرف مد فى الكلمة كقولى فى سورة الزخرف:
«أسورة فافتح ومدّ» أى افتح السين وأوجد حرف مد بعدها، وللقصر إطلاق آخر أيضا وهو حذف حرف مد من الكلمة كقولى فى سورة الشعراء:«وحاذرون فارهين فاقصرا» أى احذف حرف المد الواقع بعد الحاء فى «حاذرون»، وبعد الفاء فى «فارهين».
ص- واقصر لقالون ووسّط ما انفصل ... بأربع ووسّط ما اتّصل
أشبعهما ستا لورش والبدل ... مدّ له واقصر ووسّط حيث حل
ش- خيرت القارئ أن يقصر، أو يوسط المد المنفصل لقالون، وبينت مقدار التوسط بقولى «بأربع» أى بأربع حركات بحركة الأصبع قبضا أو بسطا، ثم أمرته أن يوسط المد المتصل بالمقدار السابق أيضا، ولم أبين مقدار القصر وهو حركتان لوضوحه، واقتصرت فى مقدار التوسط على الأربع تبعا لكثير من المحققين الذين ذهبوا إلى أن للمد مرتبتين فحسب، طولى: لورش وحمزة، ووسطى لغيرهما، وثبت أن إمامنا الشاطبى رضى الله عنه كان يقرئ بالمرتبتين فقط.
ثم أمرت القارئ أن يشبع المدين المنفصل والمتصل لورش وبينت مقدار الإشباع بقولى «ستّا» أى ست حركات بحركة الأصبع قبضا أو بسطا، كما تقدم.
والخلاصة أن لقالون وجهين فى المد المنفصل وهما القصر والتوسط، ووجها