حرف المد، وهمزة الوصل عارضة أيضا لذهابها عند وصل الكلمة بما قبلها، فامتنعت زيادة المد فى هذا نظرا لعروض همزة الوصل، وحرف المد، وقد ذكرت هذا الأصل بقولى:«أو بعد همز الوصل حيث جاء».
وأما الكلمتان فإحداهما «يؤاخذ» حيث وقعت فى القرآن الكريم نحو: لا يُؤاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ، وثانيتهما كلمة «إسرائيل» حيث وقعت أيضا، وقد ذكرتهما بقولى: كذا يؤاخذ وإسرائيلا.
واختلف أهل الأداء عن ورش فى كلمتين وهما (آلئن) فى الموضعين فى سورة يونس، وعاداً الْأُولى فى سورة النجم، فمنهم من أجرى فى كل منهما الأوجه الثلاثة المتقدمة، ومنهم من أوجب فيهما القصر.
والألف التى وقع فيها الخلاف فى (آلئن) هى الألف الأخيرة التى بعد اللام، وأما الأولى فليست من هذا الباب لأن مدها لأجل السكون اللازم المقدر، ولكون هذا السكون مقدرا يجوز فى هذه الألف الأولى لورش وقالون وجهان:
الأول المد اعتدادا بالأصل، والثانى: القصر اعتدادا بحركة اللام العارضة، ووجه من أجرى الأوجه الثلاثة فى «آلئن» عدم الإعتداد بحركة النقل العارضة، ووجه من أوجب فيها القصر الاعتداد بهذه الحركة. ووجه من أجرى الأوجه الثلاثة فى عاداً الْأُولى عدم الإعتداد بالحركة المنقولة، ووجه من أوجب فيها القصر أن ورشا يقرؤها بإدغام تنوين عاداً فى اللام من الْأُولى بعد نقل حركة الهمزة إلى اللام فلم يمد الواو من الْأُولى اعتدادا بحركة اللام المنقولة من الهمزة فى الْأُولى إليها لأنها صارت كاللازمة من أجل إدغام التنوين فيها فكأنه لا همز فى الكلمة لا ظاهرا ولا مقدرا.
وأتيت فى النظم بلفظ ءآلئن ممدودا على الاستفهام احترازا عن نحو:«الآن جئت بالحقّ» فلا خلاف عن ورش فى إجراء الأوجه الثلاثة فيه وفى أمثاله.
وهاهنا فوائد: الأولى: أصل كلمة (ءآلئن)، «آن» بهمزة مفتوحة ممدودة، وبعدها نون مفتوحة وهى اسم مبنى علم على الزمان الحاضر. ثم دخلت عليه «ال» التى للتعريف. ثم دخلت عليه همزة الاستفهام فاجتمع فيها همزتان مفتوحتان متصلتان، الأولى: همزة