وإنما قلّلت ألفات التأنيث مع كونها زائدة لأنها أشبهت المنقلبة عن الياء لرجوعها إلى الياء فى التثنية والجمع تقول فى تثنية بشرى، وأخرى، وذكرى، وسلوى: بشريان.
وأخريان. وذكريان، وسلويان. وتقول فى جمعها بشريات.
وأخريات. وذكريات. وسلويات. وألحقوا بباب «فعلى» مثلث الفاء (١) موسى ويحيى وعيسى، وإنما لم تجعل هذه [الأسماء] الثلاثة من باب فعلى لأنها أعجمية، ولا يوزن إلا العربى، وقيل إنها من هذا الباب لأنها لما عرّبت قربت من العربية فجرى عليها بعض أحكامها.
ومعنى قولى: كذا ما رسموا بالياء خلفه خذا. أن ورشا يقلل بخلف عنه أيضا كل ألف متطرفة مجهول أصلها، أو منقلبة عن واو ورسمت فى المصاحف ياء.
فالمراد به خصوص الألفات المجهولة الأصل، أو المنقلبة عن واو المرسومة ياء فى المصاحف، وليس المراد به ما يشمل الألفات المنقلبة عن الياء التى رسمت فى المصاحف ياء. فإن هذه الألفات سبق حكمها أول الباب.
فمن الألفات المجهولة الأصل المرسومة ياء فى المصاحف ألف: متى، وبلى وأنّى التى للاستفهام، ويعرف كونها للاستفهام بصحة حلول كيف، أو أين، أو متى محلها.
ومن الألفات المنقلبة عن واو المرسومة ياء: القوى، والضّحى، وسجى وضحيها، ودحيها، وتليها.
ثم استثنيت من هذه القاعدة خمس كلمات لا يقللها ورش مع أنها مرسومة بياء فى المصاحف.
وهى: ثلاثة أحرف، وفعل، واسم. فالأحرف الثلاثة: على، وإلى وحتّى.
والفعل: زكى، وهو فى سورة النور فى قوله تعالى: ما زَكى مِنْكُمْ والاسم:
لدى، وقد ذكر فى موضعين؛ الأول: فى سورة يوسف فى قوله تعالى: لدا الباب وهو فى هذا الموضع مرسوم بالألف فى جميع المصاحف. الثانى: فى سورة غافر فى قوله تعالى: لَدَى الْحَناجِرِ، وهو فى هذا الموضع مرسوم بالياء فى أكثر المصاحف.