وقعت قبل همز القطع. نحو:«وإذا قيل لهموا آمنوا، ومنهمو أمّيّون، فى قلوبهمو إلا»؛ فإذا وقعت قبل حرف متحرك غير همز القطع نحو «فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ» فلا يصلها، بل يسكنها، واحترزت بقولى:«قبل محرك» عن وقوعها قبل ساكن نحو: «مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفاسِقُونَ» فلا يصلها قالون ولا ورش بل يضمانها من غير صلة تخلصا من التقاء الساكنين.
فوائد [أربع]:
الأولى: ميم الجمع هى الميم الزائدة الدالة على جمع المذكرين حقيقة أو تنزيلا؛ فخرج بالزائدة الميم الأصلية كميم «كم، وليحكم»، وبالدالة على جمع المذكرين الميم فى نحو:«وَآتَيْناهُمَا»، ودخل فى قولى:«حقيقة، أو تنزيلا» الميم فى نحو:
«خلقكم» فإنها دالة على الجمع حقيقة، والميم فى نحو:«على خوف من فرعون وملائهمو أن يفتنهم»، فإن الضمير فى «ملائهم» يعود على «فرعون» وحده، وجمع.
الثانية: عرفت فى باب المد، والقصر أن لقالون وجهين فى المنفصل وهما القصر، والتوسط، وعرفت هنا أن له وجهين فى ميم الجمع وهما الإسكان، والصلة؛ فإذا اجتمع المنفصل، وميم الجمع فى آية واحدة كان له وجهين فى ميم الجمع وهما: الإسكان، والصلة؛ فإذا اجتمع المنفصل وميم الجمع فى آية واحدة كان له فيهما أربعة أوجه. سواء تقدم المنفصل على ميم الجمع أم تأخر عنها. مثال تقدم المنفصل على ميم الجمع قوله تعالى:«وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ» ...
الآية؛ فإذا قصر المنفصل أتى فى ميم الجمع بالسكون، والصلة، وإذا وسط المنفصل أتى فى الميم بالوجهين المذكورين، ومثال تأخر المنفصل عن ميم الجمع قوله تعالى:«خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ» ... الآية؛ فإذا أسكن الميم قصر المنفصل، ووسّطه، وإذا وصلها قصره، ووسطه أيضا.
الثالثة: إذا وقع بعد ميم الجمع همزة قطع وقرأت لقالون بالصلة كان المد حينئذ من قبيل المنفصل فيجوز له فيه وجهان القصر، والتوسط؛ فإذا اجتمع فى آية ميم