للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأنت تعصيه فاحذره (١).

هب أن البعث لم تأتنا رسله ... وجاحمة النار لم تُضرم

أليس في الواجب المستحق ... حياء العباد من المنعم؟ ! (٢)

قال ابن بشار: أمسينا مع إبراهيم بن أدهم ليلة, ليس لنا ما نفطر عليه, فقال: يا ابن بشار, ماذا أنعم الله على الفقراء والمساكين من النعيم والراحة؟ لا يسألهم يوم القيامة عن زكاة ولا حج ولا صدقة ولا صلة رحم, لا تغتم فرزق الله سيأتيك, نحن والله -الملوك والأغنياء- تعجلنا الراحة, لا نبالي على أي حال كنا إذا أطعنا الله, ثم قام إلى صلاته, وقمت إلى صلاتي, فإذا برجل قد جاء بثمانية أرغفة وتمر كثير, فقال: كل يا مغموم, فدخل سائل فأعطاه ثلاثة أرغفة مع تمر, وأعطاني ثلاثة وأكل رغيفين (٣).

أخي الحبيب: في الجوع عشر فوائد هي:

الفائدة الأولى: صفاء القلب وإيقاد القريحة وإنقاذ البصيرة, فإن الشبع يورث البلادة ويعمي القلب ويكثر البخار في الدماغ شبه السكر حتى يحتوي على معان الفكر فيثقل القلب بسببه عن الجريان في الأفكار وعن سرعة الإدراك, بل الصبي إذا أكثر الأكل بطل حفظه وفسد ذهنه وصار بطيء الفهم والإدراك.


(١) صفة الصفوة ٢/ ١٥٧.
(٢) التخويف من النار, ص ١٢٥.
(٣) السير ٧/ ٣٩٤.

<<  <   >  >>