للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عرضها على السموات السبع الطباق والطرائق التي زينها بالنجوم وحملة العرش العظيم فقال لها سبحانه وتعالى: هل تحملين الأمانة بما فيها؟ قالت: وما فيها؟ قال: إن أحسنت جوزيت وإن أسأت عوقبت, فقالت: لا, ثم عرضها كذلك على الأرض فأبت, ثم عرضها على الجبال الشوامخ الصلاب الصعاب فقال لها: هل تحملين الأمانة بما فيها؟ قالت: وما فيها؟ فذكر الجزاء والعقوبة فقالت: لا, ثم عرضها على الإنسان فحملها إنه كان ظلوماً جهولاً بأمر ربه. فقد رأيناهم والله اشتروا الأمانة بأموالهم فأصابوا آلافاً فماذا صنعوا فيها؟ وسَّعوا بها دورهم وضيقوا به قبورهم, وأسمنوا براذينهم وأهزلوا دينهم, وأتعبوا أنفسهم بالغدو والرواح إلى باب السلطان يتعرضون للبلاء وهم من الله في عافية, يقول أحدهم: تبيعني ارض كذا وكذا وأزيدك كذا وكذا, يتكئ على شماله ويأكل من ماله, حديثه سخرة وماله حرام, حتى إذا أخذته الكظة ونزلت به البطنة قال: يا غلام, ائتني بشيء أهضم به طعامي, يا لكع أطعامك تهضم؟ إنما تهضم دينك, أين الفقير، أين الأرملة، أين المسكين، أين اليتيم الذي أمرك الله تعالى بهم؟

فهذه إشارة إلى هذه الفائدة وهو صرف فاضل الطعام إلى الفقير ليدخر به الأجر, فذلك خير له من أن يأكله حتى يتضاعف الوزر عليه.

وعن الحسن قال: والله لقد أدركت أقواماً الرجل منهم يمسي

<<  <   >  >>