للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بالذكر مجرد ذكر اللسان بل الذكر القلبي واللساني, وذكره يتضمن ذكر أسمائه وصفاته وذكر أمره ونهيه وذكره بكلامه, وذلك يستلزم معرفته والإيمان به وبصفات كماله ونعوت جلاله والثناء عليه بأنواع المدح.

وذلك لا يتم إلا بتوحيده, فذكره الحقيقي يستلزم ذلك كله ويستلزم ذكر نعمه وآلائه وإحسانه إلى خلقه.

وأما الشكر فهو القيام له بطاعته والتقرب إليه بأنواع محابه ظاهراً وباطناً.

وهذان الأمران هما جماع الدين, فذكره مستلزم لمعرفته, وشكره متضمن لطاعته, وهذان هما الغاية التي خلق لأجلها الجن والإنس والسموات والأرض, ووضع لأجلها الثواب والعقاب, وأنزل الله الكتب, وأرسل الرسل, وهى الحق الذي به خلقت السموات والأرض وما بينهما, وضدها هو الباطل والعبث.

قال بعض العلماء: ثلاث يمقت الله عليها: الضحك بغير عجب, والأكل من غير جوع, والنوم بالنهار من غير سهر, والحد من النوم: أن الليل والنهار أربع وعشرون ساعة؛ فالاعتدال في نومه ثماني ساعات في الليل والنهار جميعاً, فإذا نام هذا القدر بالليل فلا معنى للنوم بالنهار, وإن نقص منه مقداراً استوفاه بالنهار؛ فحسب ابن آدم إن عاش ستين سنة أن ينقص من عمره عشرون سنة, ومهما نام ثماني ساعات وهو الثلث فقد نقص من عمره الثلث (١).


(١) الإحياء ١/ ٤٠٢.

<<  <   >  >>