للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٤٧- استفقاد الله لعبده طيب.

قال النجم: هذا الكلام يجري على ألسنة الناس في المرض ومعناه: أنه تعالى يذكر عبده بالمرض ليثيبه، ويؤيده ما رواه ابن أبي الدنيا في المرض عن حبيب أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لأصحابه: "أتحبون أن لا تمرضوا؟ " قالوا: والله يا رسول الله, إنا لنحب العافية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وما ضر أحدكم أن لا يذكره الله"، ويذكر بالتشديد من التذكير، والمشهور على الألسنة الآن استفقاد الله رحمة.

٣٤٨- أسأل الله العظيم رب العرش العظيم, أن يعافيك ويشفيك.

قال في المقاصد: رواه أحمد وابن منيع وأبو داود والترمذي وحسنه والنسائي وابن حبان والحاكم وقال: هو على شرط البخاري، أخرجوه كلهم عن ابن عباس رفعه بلفظ: من عاد مريضًا لم يحضر أجله فقال عنده سبع مرات: أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك, إلا عافاه من ذلك المرض، وليس عند أحد منهم أن يعافيك وهي مستفيضة على الألسنة، بل ربما يقتصر عليها ولم أرها في شيء من هذه الكتب، نعم في الدعاء للطبراني بلفظ: من دخل على مريض فقال: أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يعافيك, إلا عُوفي ما لم يحضر أجله، ورواه أبو نعيم في عمل اليوم والليلة مقتصرًا على أن يعافيك دون أن يشفيك، وقد وقعتا مجتمعتين في نسخة واحدة من عدة الحصن الحصين لابن الجزري، لكن يعافيك ملحقة بالهامش، وجوز بعضهم غلطها؛ لأنها ليست في أصل الحصن الحصين، وقال النجم: وروى ابن أبي الدنيا عن علي أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عاد عليًّا فقال: ما من مريض لم يقض أجله تعوذ بهؤلاء الكلمات, إلا خفف الله عنه: أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك, سبع مرات يرددها، والمشهور على الألسنة تقديم أن يشفيك على يعافيك.

٣٤٩- "أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك" ١.

رواه الترمذي وصححه وأبو داود والنسائي عن ابن عمر، يقال هذا الكلام عند توديع المسافر، وفي رواية: زودك الله التقوى, ويسر لك الخير حيث كنت, وغفر لك ذنبك.


١ صحيح: رقم "٩٥٧".

<<  <  ج: ص:  >  >>