٢٠٣٥- لبس خرقة الصوفية وكون الحسن البصري لبسها من علي.
قال في "المقاصد": قال ابن دحية وابن الصلاح: باطل، ولم يسمع الحسن من علي حرفًا بالإجماع فكيف يلبسها منه؟!.
وقال الحافظ ابن حجر: ليس فيه شيء من طرقها ما يثبت، ولم يرد في خبر صحيح ولا حسن ولا ضعيف أن النبي صلى الله عليه وسلم ألبس الخرقة على الصورة المتعارفة بين الصوفية لبعض أصحابه، ولا أمر أحدًا من الصحابة بفعل ذلك، وكل ما روي في ذلك صريحًا؛ فباطل.
ثم قال إن من الكذب المفترى قول من قال: إن عليًا ألبس الخرقة الحسن البصري؛ فإن أئمة الحديث لم يثبتوا للحسن من علي رضي الله عنه سمعًا؛ فضلًا عن أن يلبسه الخرقة!.
وقال في "اللآلئ" بعد أن ذكر ما تقدم: وسئل القاضي تقي الدين بن رزين عن لبس الخرقة التي يتداولها الصوفية؛ فأجاب: قد تداولها السلف، ولم يثبت فيها نقل على شرط الصحيح؛ لكن يكفي فيها التبرك بآثار الصالحين وآثارها صالحة في الغالب. انتهى.
وقال في "التمييز": ولم ينفرد الحافظ ابن حجر بهذا؛ بل سبقه إليه جماعة، حتى من لبسها وألبسها، كالدمياطي والذهبي والهكاري وأبي حيان والعلائي والعراقي وابن الملقن والأنباسي والبرهان الحلبي وابن ناصر الدين، وذكرها في جزء مفرد فيها، وكذا غيره ممن توفي من أصحابنا. وقال في "المقاصد": وأوضحت ذلك كله مع طرقي بها في جزء مفرد، بل وفي ضمن غيره من تعاليقي مع إلباسي إياها لجماعة من أعيان الصوفية امتثالًا لإكرامهم لي بذلك حتى تجاه الكعبة المشرفة تبركًا بذكر الصالحين واقتفاء لمن أثبته من الحفاظ المعتمدين. انتهى.
وقال السهروردي: لها أصل في السنة وهو: "أنه صلى الله عليه وسلم ألبس أم خالد خميصة سوداء ذات أعلام". انتهى.