الطبراني وأبو يعلى والعسكري من حديث بقية عن أبي الدرداء رفعه، وكذا ابن عدي بلفظ:"وجدت الناس: أخبر, تقله".
ورواه أيضًا الطبراني والعسكري من حديث أبي حيوة عن أبي الدرداء بلفظ:"إنه كان يقول: ثق بالناس رويدًا ويقول: أخبر, تقله". قال في المقاصد: وكلها ضعيفة، ورواه في الجامع الكبير عن أبي يعلى والطبراني وابن عدي وأبي نعيم عن أبي الدرداء بلفظ: أخبر تقله, وثق بالناس رويدًا، ورواه العسكري عن مجاهد أنه قال: وجدت الناس كما قيل: "أخبر من شئت تقله".
ومن شواهده ما اتفق عليه الشيخان عن ابن عمر مرفوعًا:"الناس كإبل مائة لا تجد فيها راحلة". والمراد من الحديث وجدت الناس مقولًا فيهم هذا القول -من القلى، بكسر القاف وفتحها: البغض, وقال الجوهري: إذا فتحت مددت- يعني: جرب الناس، فإنك إذا جربتهم قليتهم وتركتهم؛ لما يظهر لك من بواطن سرائرهم. وقيل: لفظه الأمر ومعناه الخبر, أي من جربهم وخبرهم، أبغضهم وتركهم. والهاء في تقله للسكت، وعلى زيادة:"من شئت" فالهاء ضمير راجع إليه.
وأخرج الطبراني عن ابن عمر مرفوعًا:"يا أبا بكر, تنق وتوق".
ورواه الخرائطي في مكارم الأخلاق من حديث يحيى بن المختار أنه قال:"تنقوا الإخوان والأصحاب والمجالس، وأحبوا هونًا وأبغضوا هونًا"، فقد أفرط أقوام في حب أقوام فهلكوا، وأفرط أقوام في بغض أقوام فهلكوا؛ إن رأيت دون أخيك سترًا فلا تكشفه. وقد تقدم قريبًا في أحبب".
تنبيه: تقله بضم اللام وكسرها كما ضبطه المناوي، ويجوز فتح اللام في لغة.