١٨٠٠- الغرباء ورثة الأنبياء ولم يبعث الله نبيًا إلا وهو غريب في قومه.
قال في "التمييز" كالمقاصد: يروى عن أنس مرفوعًا وهو باطلن ويروى "أكرموا الغرباء؛ فإن لهم شفاعة يوم القيامة لعلكم تنجون بشفاعتهم" وبمعناه أحاديث؛ قال شيخنا: ولا يصح شيء من ذلك. انتهى.
وقال القاري: ويرده ما في القرآن نحو {إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ}[نوح: ١] ، {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً}[الأعراف: ٧٣] ، {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ}[إبراهيم: ٤] ، وحصول الغربة لنبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- بعد الهجرة؛ لا يقتضي صحة الحديث. انتهى، فتأمل.
وقال في "المقاصد" أيضًا: في نسخة سمعان بن المهدي روايته عن أنس مرفوعًا، وأخرجه الديلمي عن أبي سعيد مرفوعًا في حديث أوله "الغريب في غربته كالمجاهد في سبيل الله"، وله أيضًا عن ابن عباس رفعه "الغريب إذا مرض فنظر عن يمينه وعن شماله، وعن أمامه وعن خلفه فلم ير أحدًا يعرفه؛ غفر له ما تقدم من ذنبه"، وله أيضًا بلا سند عن ابن عباس رفعه "من أكرم غريبًا في غربته وجبت له الجنة"، ولا يصح شيء من ذلك، وللإمام أحمد بسند فيه ابن لهيعة، عن ابن عمرو مرفوعًا "الغرباء ناس قليلون صالحون". انتهى. ولفظ البدر المنير للشعراني:"الغرباء ناس صالحون قليلون في ناس سوء كثير من ينكرهم ممن يعرفهم".
١٨٠١- غبار المدينة شفاء من الجذام.
رواه أبو نعيم في "الطب"، عن ثابت بن قيس بن شماس، ورواه ابن السني بلفظ:"يبرئ من الجذام"، ورواه الزبير بن بكار في أخبار المدينة، عن إبراهيم بلاغًا بلفظ "يطفئ الجذام"، وقال المناوي: جاء ذلك عن ابن عمر مرفوعًا، روى رزين عنه:"أنه لما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من تبوك؛ تلقاه رجال من المخلفين فأثاروا غبارًا فخمروا، فغطى بعض من كان معه أنفه؛ فأزال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللثام عن وجهه وقال: "أما علمتم أن عجوة المدينة شفاء من السم، وغبارها شفاء من الجذام".
١٨٠٢- غبر الوجوه لو لم يظلموا ظلموا.
ليس بحديث؛ بل هو من كلام بعض الناس، وأراد بهم أهل القرى، وليس بصحيح معناه على إطلاقه.