للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حرف الظاء المعجمة]

١٦٨٧- الظالم عدل الله في الأرض، ينتقم به ثم ينتقم منه١.

رواه الطبراني في "الأوسط" عن جابر رفعه بلفظ: "إن الله يقول: أنتقم ممن أبغض بمن أبغض، ثم أصير كلًا إلى النار"، وساقه الديلمي بلا إسناد عن جابر رفعه بلفظ: يقول الله -عز وجل: "أنتقم ممن أبغض بمن أبغض، ثم أصيرهما إلى النار"، وهو في "المجالسة" للدينوري عن ابن المنكدر أنه قال: يقول الله عز وجل: "أنتقم ممن أبغض بمن أبغض، ثم أصير كلًا إلى النار"، وقال الزركشي: حديث "الظالم عدل الله في الأرض، ينتقم من الناس، ثم ينتقم الله منه"، لم أجده. قال في "الدرر" عقبه: قلت في معناه ما أخرجه الطبراني في "الأوسط" عن جابر مرفوعًا: "إن الله يقول أنتقم ممن أبغض بمن أبغض، ثم أصير كلًا إلى النار"، وسنده ضعيف.

وذكر في الحلية في ترجمتة مالك بن دينار أنه قال: قرأت في الزبور "إني لأنتقم من المنافق بالمنافق، ثم أنتقم من المنافقين جميعًا"، ونظير ذلك في كتاب الله تعالى {وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [الأنعام: ١٢٩] .

وفي تاريخ دمشق لابن عساكر من ترجمة علي بن غنام أنه قال: كان يقال: "ما انتقم الله من قوم إلا بشر منهم"، قال في "المقاصد": وقرأت بخط شيخنا -يعني الحافظ ابن حجر- في بعض فتاويه هذا الحديث لا أستحضره الآن؛ ومعناه دائر على الألسنة، من الرواية بلفظ: "الظالم عدل الله" وأما قول القائل: كيف يجوز وصفه بالظلم وننسبه إلى أنه عدل من الله تعالى؛ فجوابه: أن المراد بالعدل هنا ما يقابل بالفضل، والعدل أن يعامل كل أحد بفعله إن خيرًا فخير، إن شرًا فشر، والفضل أن يعفو مثلًا عن المسيء. وهذا مذهب أهل السنة والجماعة، بخلاف المعتزلة فإنهم يوجبون عقوبة المسيء، ويدعون أن ذلك هو العدل، ومن ثم سموا أنفسهم أهل العدل والعدلية. وإلى ما ذهب إليه أهل السنة يشير قوله تعالى {قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ} [الأنبياء: ١١١] أي لا تمهل الظالم ولا تتجاوز عنه، بل عقوبته، لكن الله يمهل من يشاء، ويتجاوز عمن يشاء، ويعطي من يشاء،


١ ضعيف، الأسرار المرفوعة "٢٤١".

<<  <  ج: ص:  >  >>