٢٨٩٣- الوحدة خير من الجليس السوء، والجليس الصالح خير من الوحدة، وإملاء الخير خير من الصمت، والصمت خير من إملاء الشر١.
رواه الحاكم وأبو الشيخ والعسكري عن أبي ذر رفعه. والديلمي عن أبي هريرة وعزاه في "اللآلئ" عن صدقة بن أبي عمران بلفظ: "قال رأيت أبا ذر فوجدته في المسجد محتبيًا بكساء أسود وحده، فقلت: يا أبا ذر ما هذه الوحدة، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الوحدة خير من جليس السوء، والجليس الصالح خير من الوحدة"، وعزاه فيها لأبي الشيخ عن أبي ذر باللفظ المذكور، وزاد فيه:"وإملاء الخير خير من السكوت، والسكوت خير من إملاء الشر". انتهى. وثبت في صحيح البخاري وغيره:"لو يعلم الناس ما في الوحدة ما أعلم؛ ما سار راكب بليل وحده". وترجم البخاري بقوله:"العزلة راحة من خلاط السوء".
وذكر حديث أبي سعيد رفعه:"ورجل في شعب من الشعاب يعبد ربه ويدع الناس من شره".
وفي لفظ:"يأتي على الناس زمان خير مال المسلم غنم يتبع بها سعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن".
وثبت حديث "المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم؛ خير من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم".
وما أحسن ما قيل:
أنست بوحدتي ولزمت بيتي ... فدام الأنس لي ونمى السرور
وأدبني الزمان فلا أبالي ... هجرت فلا أزار ولا أزور
ولست بسائل ما دمت يومًا ... أسار الجيش أم قدم الأمير