للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأقول: ليس في حديث ابن عمر ما يدل على المعارضة لمن تدبر, نعم الشرب قائمًا مكروه تنزيهًا.

ومن ظريف ما يحكى أنه شوهد من يأكل في الطريق، فلِيم عليه، فقال: قد تاقت نفسي للأكل ومعي خبز, فلا أمطلها؛ لأن مطل الغني ظلم.

٥٢١- أكل الهريسة.

لم يثبت فيها شيء, قال القاري في الموضوعات: حديث شكوت إلى جبريل ضعفي من الوقاع, فدلني على الهريسة، وفي رواية: فأمرني بأكل الهريسة موضوع، وقيل: ضعيف، وأما قول معاذ: هل أتيت يا رسول الله بطعام من الجنة؟ قال: "نعم، أتيت بهريسة فأكلتها, فزادت في قوتي أربعين ونكاح أربعين"، وكان معاذ لا يعمل طعامًا إلا بدأ بالهريسة -فقد وضعه محمد بن الحجام اللخمي وكان صاحب هريسة, وغالب طرق الحديث تدور عليه، وسرقه كذابون, انتهى.

وفي شرح ابن حجر المكي لشمائل الترمذي أن الطبراني روى في الأوسط أن جبريل أطعمني الهريسة يشد بها ظهري لقيام الليل، ورد بأنه موضوع انتهى.

وقال في فتاواه الحديثية: رواه ابن السني وأبو نعيم والخطيب بسند فيه كذاب؛ ومن ثم أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات, وفي المناوي عند شرح حديث: أتاني جبريل بقدر فأكلت منها, فأعطيت قوة أربعين رجلًا في الجماع ما نصه: ثم إنه لم يبين هنا المأكول الذي في القدر وبينه في خبر الدارقطني عن جابر وابن عباس مرفوعا: أطعمني جبريل الهريسة أشد بها ظهري, وأتقوى بها على الصلاة قال الذهبي: هو واهٍ وقال بعضهم: ضعيف جدًّا بل ألف الحافظ ابن ناصر الدين فيه جزءًا أسماه رفع الدسيسة عن أخبار الهريسة, انتهى.

٥٢٢- "أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا" ١.

رواه أبو يعلى والحاكم في الكنى وابن أبي الدنيا عن أنس, وأحمد والدارمي وأبو داود وغيرهم عن أبي هريرة.

وفي الباب غيره من ذلك ما رواه الترمذي والنسائي واللفظ له والحاكم وقال: رواته ثقات على شرط التخير بلفظ: أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا وألطفهم بأهله، ورواه


١ صحيح: رقم "١٢٣٠".

<<  <  ج: ص:  >  >>