قال: إنه موضوع كما قال ابن حجر، وله طرق عن أنس وجابر وعائشة وابن عباس وابن عمر وأبي بكرة وأبي هريرة ويزيد القسملي، ولفظ أكثرهم: اطلبوا الخير عند حسان الوجوه، ولفظ القسملي: إذا طلبتم الحاجات فاطلبوها إلى الحسان الوجوه، وفي رواية: اطلبوا الحوائج والخير، وفي أخرى: اطلبوا الخير أو قال: العرف، وزاد بعضهم: فإن قضى حاجتك قضاها بوجه طلق، وإن ردك ردك بوجه طلق، فرب حسن الوجه ذميمه عند طلب الحاجة، ورب ذميم الوجه حسنه عند طلب الحاجة.
ونحوه: ما قال ابن عباس جوابًا لمن قال: كم من رجل قبيح الوجه قَضَّاء للحوائج، فقال: إنما يعني حسن الوجه عند الطلب.
ورواه العقيلي بلفظ: اطلبوا الخير عند حسان الوجوه وتسموا بخياركم, وإذا أتاكم كريم قوم فأكرموه، وطرقه كلها ضعيفة وبعضها أشد ضعفًا، وأحسنها ما رواه تمام في فوائده وغيره عن ابن عباس مرفوعًا بلفظ: التمسوا الخير عند حسان الوجوه، وكذا البخاري في تاريخه بسند فيه متروك عن عائشة، وليس بموضوع كما نبه عليه السخاوي في المقاصد تبعًا لللآلئ؛ بل قال السيوطي في الدرر المصنوعة على ما نقل عنه الشيخ مرعي الحنبلي في رسالة له سماها تحسين الطرق والوجوه, في قوله صلى الله عليه وسلم: اطلبوا الحوائج عند حسان الوجوه بعد نقل طرقه: وهذا الحديث في نقدي حسن صحيح, انتهى.
وقال النجم في طرقه: وكل منها يقوي الآخر، انتهى.
فمن طرقه أيضا ما رواه ابن النجار في تاريخ بغداد عن علي أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:"اطلبوا حوائجكم عند صباح الوجوه, وإذا بعثتم إلي بريدًا فابعثوه حسن الوجه، حسن الاسم".
وما رواه الحافظ السلفي عن ابن عمر أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا سألتم الحوائج فاسألوها الناس، قالوا: ومن الناس يا رسول الله؟ قال: أهل القرآن، قالوا: ثم من يا رسول الله؟ قال: ثم أهل العلم، قالوا: ثم من يا رسول الله؟ قال: ثم صباح الوجوه".
وما رواه أبو الشيخ عن عبد الله بن جواد وزيادة بن ربيعة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "في الجنة شجرة تسمى السخاء, ولن يلج الجنة شحيح, فإذا ابتغيتم المعروف ففي حسان الوجوه من الرجال".