للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أؤمر أن أنقب ... الحديث المار قريبًا، وفي المتفق عليه عن أم سلمة: إنكم تختصمون إليَّ, فلعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض, فأقضي له على نحو ما أسمع, فمن قضيت له بشيء من حق أخيه فلا يأخذ منه شيئًا, فيؤخذ منه معناه كما قال ابن كثير, وترجم له النسائي باب: الحكم للظاهر.

وقال الإمام الشافعي عقب إيراده في الأم: فأخبرهم -صلى الله عليه وسلم- بأنه إنما يقضي بالظاهر, وأن أمر السرائر إلى الله تعالى, ثم قال في المقاصد تبعًا لشيخه الحافظ: ظن بعض من لا يميز هذا حديثًا منفصلًا عن حديث أم سلمة فنقله كذلك ثم قلده من بعده، ولهذا يوجد في كتب كثيرين من أصحاب الشافعي دون غيرهم حتى ذكره الرافعي في القضاء, وقال الشافعي في الأم: وروي أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: تولى الله منكم السرائر, ودرأ عنكم بالبينات.

وقال ابن حجر المكي في التحفة بعد نقل ما تقدم وما سيأتي عن ابن عبد البر: وبهذا كله يتبين رد إطلاق أولئك الحفاظ بأنه لا أصل له، وقال قبله: جزم الحافظ العراقي بأنه لا أصل له, وكذا أنكره المزي وغيره، وقال: ولعله من حيث نسبت هذا اللفظ بخصوصه إليه -صلى الله عليه وسلم-، أما معناه فهو صحيح منسوب إليه -صلى الله عليه وسلم- أخذًَا من قول النووي في شرح مسلم: إني لم أؤمر أن أنقب ... الحديث المار انتهى.

وقال السيوطي في الدرر: أمرت أن أحكم بالظاهر ... إلخ، هو من كلام الشافعي في الرسالة انتهى، وقال ابن عبد البر في التمهيد: أجمعوا على أن أحكام الدنيا على الظاهر, وأن أمر السرائر إلى الله تعالى، وأغرب إسماعيل صاحب إدارة الأحكام فيما نقل عن مغلطاي فقال: إن هذا الحديث ورد في قصة الكندي والحضرمي اللذينِ اختصما في الأرض فقال المقضي عليه: قضيت علي والحق لي, فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنما أقضي بالظاهر والله يتولى السرائر، قال في المقاصد: قال شيخنا: ولم أقف على هذا الكتاب ولا أدري أساق له إسماعيل المذكور إسنادًا أم لا، وسيأتي في هذا حديث "المسلمون عدول" قول عمر: إن الله تولى عنكم السرائر, ودفع عنكم بالبينات, انتهى.

وقال النجم والبخاري عن عمر: إنما كانوا يأخذون بالوحي على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وإن الوحي قد انقطع, وإنما نأخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم.

٥٨٦- "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله".

رواه مسلم عن أبي هريرة، زاد: "فمن قال: لا إله إلا الله, فقد عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه"، وفي لفظ عند الشيخين وأبي داود والترمذي: "أُمرت أن أقاتل الناس حتى"

<<  <  ج: ص:  >  >>