تذييل: قال القاضي زكريا في شرح آداب البحث: روي عن عائشة أنها قالت: قلت: يا رسول الله, بِمَ يتفاضل الناس في الدنيا؟ قال: بالعقل، قلت: أليس إنما يجزون بأعمالهم؟ فقال: وهل عملوا إلا بقدر ما أعطاهم الله من العقل؟ فبقدر ما أعطوا منه كانت أعمالهم, وبقدر ما عملوا يجزون, انتهى.
والقلم جسم نوراني خلقه الله تعالى وأمره بكتب ما كان, وما يكون إلى يوم القيامة, نمسك عن الجزم بتعيين حقيقته.
وفي بعض الآثار: أول شيء خلقه الله القلم, وأمره أن يكتب كل شيء, وفي بعضها: أن الله خلق اليراع وهو القصب, ثم خلق منه القلم.
وفي رواية: أول شيء كتبه القلم: أنا التواب, أتوب على من تاب, انتهى.
٧٢٤- "إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم".
رواه أحمد والطبراني في الكبير وابن أبي شيبة وآخرون عن أبي وائل قال: اشتكى رجل داء في بطنه, فنعت له المسكر, فأتينا عبد الله بن مسعود فسألناه فذكره.
وهو عند الحاكم في صحيحه من حديث الأعمش، ورواه الأعمش أيضا عن مسلم بن صبيح عن مسروق قال: قال ابن مسعود: لا تسقوا أولادكم الخمر؛ فإنهم ولدوا على الفطرة, فإن الله لم يجعل ... الحديث.
ورواه إبراهيم الحربي في غريب الحديث له عن مسروق بنحوه، وطرقه صحيحة؛ ولذا علقه البخاري بصيغة الجزم فقال: وقال ابن مسعود في السكر: إن الله لم يجعل ... الحديث.
وروى ابن حبان في صحيحه عن أبي يعلى وهو في مسنده بلفظ: "إن الله لم يجعل شفاءكم في حرام".
ورواه البيهقي وأبو يعلى عن أم سلمة بلفظ: قالت: نبذت نبيذًا في كوز فدخل النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يغلي، فقال: "ما هذا؟ " قلت: اشتكت ابنة لي فنعت لها هذا، فقال: "إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم".
٧٢٥- إن الله لينظر كل يوم إلى الغرائب ألف نظرة.
قال ابن حجر المكي نقلًا عن السيوطي: إنه حديث موضوع, لا يحل روايته إلا لبيان أنه مفترًى كحديث: ارحموا اليتامى, وأكرموا الغرباء؛ فإني كنت في الصغر يتيمًا, وفي الكبر غريبًا, فإنه موضوع أيضًا.