وقال أيضا في فتاواه الحديثية: إن هذا القائل مخطئ أشد الخطأ؛ فإن حديث الباذنجان كذب باطل موضوع بالإجماع من أئمة الحديث, كما نبه على ذلك ابن الجوزي والذهبي وغيرهما، وحديث ماء زمزم مختلف فيه، فقيل: صحيح، وقيل: حسن، وقيل: ضعيف، ولم يقل أحد أنه موضوع, انتهى.
وقال الصغاني: ومن الأحاديث الموضوعة ما ورد في فضائل البطيخ والباذنجان والكرفس والفوم والبصل, انتهى.
وقال ابن الغرس: قال مجد الدين صاحب القاموس في كتابه سفر السعادة، ويسمى الصراط المستقيم أيضا: العدس والباقلاء والجبن والجوز والباذنجان والرمان والزبيب لم يصح فيها شيء، وإنما وضع الزنادقة في هذه الأبواب أحاديثَ, وأدخلوها في كتب المحدثين شينًا للإسلام -خذلهم المليك العلام-.
٨٧٥- باعدوا بين أنفاس الرجال والنساء.
قال القاري: غير ثابت وإنما ذكره ابن الحاج في المدخل في صلاة العيدين، وذكره ابن جماعة في منسكه في طواف النساء من غير سند، ولفظه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم: باعدوا بين أنفاس الرجال والنساء، ذكره دليلًا لقولهم: لا تَدْنُ النساءُ من البيت في الطواف؛ مخافةَ اختلاطهن بالرجال إن كانوا.
٨٧٦- باكروا بالصدقة؛ فإن البلاء لا يتخطاها -وفي لفظ: فإن البلاء لا يتخطى الصدقة١.
رواه أبو الشيخ في الثواب وابن أبي الدنيا والبيهقي في الشعب عن أنس مرفوعًا، وكذا رواه الصقر بن عبد الرحمن عن المختار، والصقر ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: إن له حديثًا منكرًا في الخلافة، وصدقه أبو حاتم الرازي، وكذبه مطين وصالح جزرة، قال في المقاصد نقلًا عن الحافظ ابن حجر: وليس الحديث بموضوع كما فعل ابن الجوزي، لا سِيِّما وفي معناه ما أورده الديلمي عن أنس رفعه: الصدقات بالغدوات تذهب بالعاهات.
وما رواه الطبراني بسند فيه ضعيف عن علي بن أبي طالب رفعه مثله، وذكره رزين في جامعه، وكذا البيهقي عن أنس موقوفًا.