قال في المقاصد: لم أره بهذا اللفظ، ولكن في الصحيح عن عائشة قالت: أول شيء بدأ به النبي -صلى الله عليه وسلم- حين قدم مكة أنه توضأ ثم طاف ... الحديث, وفيه أيضا قول عروة الراوي عنها أنه حج مع ابن الزبير، فأول شيء بدأ به الطواف، ثم رأيت المهاجرين والأنصار يفعلونه، وترجم عليه البخاري:"باب من طاف بالبيت إذا قدم مكة قبل أن يرجع إلى بيته ثم صلى ركعتين" وقال القاري: وذلك لأن كل من يدخل المسجد الحرام يسن له أن يبدأ بالطواف فرضًا أو نفلًا، ولا يأتي بصلاة تحية المسجد إلا إذا لم يكن من نيته أن يطوف لعذر وغيره, وليس معناه أن تحية المسجد ساقطة عن هذا المسجد كما توهم بعض الأغبياء من مفهوم هذه العبارة الصادرة من الفقهاء وغيرهم انتهى، وأقول: مذهبنا كذلك، لكن يكفي عنها ركعتا تحية الطواف كما يكفي ركعتا التحية عن ركعتي الطواف لو قصدهما بعده عن التحية كما بحثه ابن قاسم العبادي في حواشي التحفة، ولا تفوت تحية المسجد الحرام بطول القيام ولا بالإعراض عنها عند ابن حجر، وتفوت عند الرملي فيهما فاعرفه، وقال النجم: واشتهر أن أبا محمد الجويني لما حج فدخل المسجد الحرام, بدأ فصلى ركعتين تحية المسجد، فقال له رجل: يا شيخ تحية هذا المسجد الطواف، فقال له أبو محمد: هذه مسألة قررتها منذ كذا وكذا سنة والآن نسيت، قال النجم: وحدثت أنه وقع مثل ذلك لشيخ الإسلام شمس الدين الرملي مفتي مصر, شيخنا بالإجازة -رحمة الله عليه-.
٩٥٥- "تحية المساجد -وفي لفظ: تحية المسجد- إذا دخلت أن تركع ركعتين".
رواه أحمد في الزهد عن ميمون بن مهران أنه كان يقوله من قوله، قال النجم: وهذا الكلام يجري على ألسنة الفقهاء، ومن العجب أن بعض المتفقهين في العصر زعم أنه لا يقال تحية المسجد مع ورود مثل ذلك وجريانه على ألسنة الفقهاء قديمًا وحديثًا.
٩٥٦- تختموا بالزبرجد؛ فإنه يسر لا عسر فيه.
قال الحافظ ابن حجر: موضوع.
٩٥٧- تختموا بالزمرد -وفي بعض الأصول: الزبرجد بالجيم- فإنه ينفي الفقر.