للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كفر، والجماعة رحمة والفرقة عذاب" قال: وقال أبو أمامة الباهلي: عليكم بالسواد الأعظم، فقال رجل: ما السواد الأعظم؟ فنادى أبو أمامة هذه الآية من سورة النور: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ} ١ وهو عند القضاعي والديلمي، لكن اقتصر أولهما منه على الترجمة، وثانيهما على "من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير" وروى الديلمي أيضا عن جابر رفعه: "من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير، ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله، وما تكرهون في الجماعة خير مما تحبون في الفرقة، في الجماعة رحمة، وفي الفرقة عذاب" وسنده ضعيف لكن له شواهد، منها ما روى الترمذي عن ابن عباس -رضي الله عنهما- رفعه: "يد الله على الجماعة، اتبعوا السواد الأعظم، فإن من شذ شذ في النار" ومنها ما روى الطبراني عن أسامة بن شريك رفعه: "يد الله على الجماعة، فإذا شذ الشاذ منهم اختطفته الشياطين ... " الحديث.

ومنها ما رواه أيضا عن عرفجة رفعه: "يد الله مع الجماعة، والشيطان مع من فارق الجماعة يركض" ومنها ما رواه الديلمي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- مرفوعا: "الشيطان يهم بالواحد والاثنين، فإذا كانوا ثلاثة لم يهم بهم".

١٠٧٥- جمال الرجل فصاحة لسانه٢.

رواه القضاعي والعسكري والخطيب عن جابر -رضي الله عنه- مرفوعًا، ورواه الديلمي عن جابر أيضًا رفعه: "الجمال صواب المقال، والكمال حسن الفعال بالصدق" وروى العسكري عن العباس قال: قلت: يا رسول الله, ما الجمال في الرجل؟ قال: "فصاحة لسانه" وهو عن ابن لال بلفظ: "الجمال في الرجل اللسان" وفي إسناده محمد بن الغلابي ضعيف جدا، ورواه الحاكم عن علي بن الحسين قال: أقبل العباس إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعليه حلتان وله ضفيرتان وهو أبيض، فلما رآه تبسم، فقال: يا رسول الله ما أضحكك؟! أضحك الله سنك، فقال: أعجبني جمال عم النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال العباس: ما الجمال؟ قال: "اللسان" وهو مرسل، وقال ابن طاهر: إسناده مجهول، وروى العسكري عن ابن عمر أنه قال: مر عمر بقوم يرمون، فقال: بئس ما رميتم، فقالوا: إنا متعلمين فقال عمر: والله لذنبكم في لحنكم


١ النور: ٥٣.
٢ ضعيف: رقم "٢٦٣٣".

<<  <  ج: ص:  >  >>