للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لئيمًا قط إلا قليل المروءة, وفي التنزيل: {وَمَا نَقَمُوا إِلّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ} ١ وقال أبو عمرو بن العلاء يخاطب بعض أصحابه: كن من الكريم على حذر إذا أهنته ومن اللئيم إذا أكرمته، ومن العاقل إذا أحرجته، ومن الأحمق إذا رحمته، ومن الفاجر إذا عاشرته، وليس من الأدب أن تجيب من لا يسألك، أو تسأل من لا يجيبك، أو تحدث من لا ينصت لك. وفي الإسرائيليات يقول الله عز وجل: من أساء إلى من أحسن إليه فقد بدل نعمتي كفرًا، ومن أحسن إلى من أساء إليه فقد أخلص لي شكرًا. وعند البيهقي في الشعب عن محمد بن حاتم المظفري قال: اتق شر من يصحبك لنائلة, فإنها إذا انقطعت عنه لم يعذر ولم يبال بما قال وما قيل فيه.

٨٧- اتقوا شرار النساء, وكونوا من خيارهن على حذر.

هو من كلام بعضهم وهو صحيح المعنى، ففي الكشاف عن بعض العلماء: إني أخاف من النساء أكثر مما أخاف من الشيطان؛ لأن الله تعالى يقول: {إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} ٢ وقال في النساء٣: {إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ} ٤.

٨٨- اتقوا مواضع التهم.

ذكره في الإحياء, وقال العراقي في تخريج أحاديثه: لم أجد له أصلًا لكنه بمعنى قول عمر: من سلك مسالك الظن اتهم.

ورواه الخرائطي في مكارم الأخلاق مرفوعًا بلفظ: من أقام نفسه مقام التهم, فلا يلومن من أساء الظن به.

وروى الخطيب في المتفق والمفترق عن سعيد بن المسيب قال: وضع عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ثماني عشرة كلمة، كلها حكم، وهي: ما عاقبت من عصى الله فيك بمثل أن تطيع الله فيه، وضع أمر أخيك على أحسنه حتى يجيئك منه ما يغلبك، ولا تظنن بكلمة خرجت من مسلم شرًّا وأنت تجد لها في الخير محملًا، ومن عرض نفسه


١ التوبة: "٧٤".
٢ النساء: "٧٦".
٣ يوسف: "٢٨".
٤- هذا الكلام فيه نظر؛ لأن قوله تعالى: {إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} جاء مقارنًا بكيد الله، فلذلك كان ضعيفًا، وقال في كيد النساء: {إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ,} ؛ لأنه جاء مقارنًا بكيد الرجال، فلذلك كان عظيمًا، فالسياق من المقيدات فتنبه.

<<  <  ج: ص:  >  >>