في جوف الفرا؛ قاله النبي صلى الله عليه وسلم لأبي سفيان بن الحارث، وقيل لأبي سفيان بن حرب، وقال السهيلي الصحيح أنه قاله لأبي سفيان بن حرب يتألفه به؛ وذلك لأنه "استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فحجب قليلًا، ثم أذن له، فلما دخل قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما كدت أن تأذن لي حتى كدت أن تأذن لحجارة الجلهمتين قبلي، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: يا أبا سفيان أنت كما قيل: كل الصيد في جوف الفرا"، ثم قال: وأصل هذا المثل أن جماعة ذهبوا للصيد فصاد أحدهم ظبيًا والآخر أرنبًا والآخر حمار وحش فاستبشر الأولان بما نالا فقاله الثالث، يعني أن ما رزقته يشتمل على ما عندنا. كما لأنه أعظم ثم اشتهر هذا المثل في كل شيء كان جامعًا لغيره، كما قال القائل:
يقولون كافات الشتاء كثيرة ... وما هي إلا واحد غير مفترى
إذا صح كاف الكيس فالكل حاصل ... لديك وكل الصيد في جوف الفرا
انتهى.
١٩٧٨- كل طويل اللحية قليل العقل١.
قال النجم: ليس بحديث وتقدم في: طويل اللحية. والله أعلم.
١٩٧٩- كل عام ترذلون.
هو من كلام الحسن البصري، ومعناه في حديث رواه البخاري في "صحيحه" عن أنس مرفوعًا بلفظ: "لا يأتي عليكم زمان إلا والذي بعده شر منه، حتى تلقوا ربكم"، وفي لفظ له عن أنس:"اصبروا فإنه لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم"، وجعل ابن علان كل عام ترذلون حديثًا وأنشدوا:
يا زمان بكيت منه فلما ... صرت في غيره بكيت عليه
رواه المالقي في أربعينه عن أنس بلفظ:"قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا يزداد الأمر إلا شدة والدنيا إلا إدبارًا والناس إلا شحًا، لا مهدي إلا عيسى بن مريم، ولا تقوم الساعة إلا على شرار الناس"، وفي لفظ لغيره "لا يأتيكم عام" بدل "زمان"، ورواه الطبراني بسند جيد بهذا اللفظ، عن ابن مسعود من قوله: "ليس عام إلا والذي بعده شر منه". ورواه أيضًا بسند صحيح: "أمس خير من اليوم واليوم خير من غد،