للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال النجم: أخرجه ابن عدي عن معاذ وأبي أمامة، وزاد إلا في طلب العلم.

قال: وحديث معاذ عند البيهقي ولفظه: "ليس من أخلاق المؤمن التملق ولا الحسد إلا في طلب العلم".

٢١٥٩- لي مع الله وقت لا يسعني فيه ملك مقرب ولا نبي مرسل١.

تذكره الصوفية كثيرًا، وهو في رسالة القشيري بلفظ: "لي وقت لا يسعني فيه غير ربي"، ويقرب منه ما رواه الترمذي في "شمائله" وابن راهويه في مسنده عن علي في حديث: "كان -صلى الله عليه وسلم- إذا أتى منزله جزأ دخوله ثلاثة أجزاء جزءًا لله وجزءًا لأهله وجزءًا لنفسه، ثم جزأ جزأه بينه وبين الناس"، كذا في "اللآلئ"، وزاد فيها. ورواه الخطيب بسند قال فيه الحافظ الدمياطي: إنه على رسم الصحيح، وقال القاري بعد إيراده الحديث: قلت: ويؤخذ منه أنه أراد بالملك المقرب جبريل، وبالنبي المرسل أخاه الخليل. انتهى، فليتأمل.

ثم قال القاري: وفيه إيماء إلى مقام الاستغراق باللقاء المعبر عنه بالسكر والمحو والفناء٢. انتهى.

٢١٦٠- "لي الواجد يحل عرضه وعقوبته" ٣.

رواه أبو داود والنسائي عن الشريد رفعه، وعلقه البخاري، وصححه ابن حبان. وهو بمعنى الحديث المشهور الذي رواه الشيخان عن أبي هريرة بلفظ: "مطل الغني ظلم". وسيأتي في حرف الميم.

٢١٦١- ليس في الحلي زكاة٤.

قال البيهقي: لا أصل له، ورواه الدارقطني عن جابر، قال الحافظ ابن حجر: تبعًا لمخرجه الدارقطني: فيه أبو حمزة ضعيف. لكن قال ابن الجوزي: ما عرفنا أحدًا طعن فيه. ورده الذهبي في التنقيح فقال: هذا كلام غير صحيح والمعروف أنه موقوف.


١ لا يصح انظر "الأسرار المرفوعة في الأحاديث الموضوعة" "٢٩٩".
٢ كل ذلك من ترهات الصوفية فلا تعبأ بها، وللحديث مندوحة في التأويل بعيدًا عن تلك النزهات لو صح، فانشغال المرء بربه عن خلقه وتجرده له، وتفريغ قلبه عمن سواه من الأحوال والصفات الصحيحة الثابتة، أما المحو والفناء وغير ذلك من مصطلحات الصوفية: فمعان كفرية وإن لم يصرحوا بها لخاصتهم.
٣ حسن: رقم "٥٤٨٧".
٤ ضعيف: رقم "٤٩٠٩".

<<  <  ج: ص:  >  >>