للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أجزت نجل العارف المرادي ... أعني عليًّا فاز بالمراد

وهو الشريف اللوذعي الكامل ... الأريب والمفضال ذو الأيادي

أجزته بكل ما أخذته ... عن الشيوخ الفضل الأطواد

أجزته بكل ما صنفته ... كالفيض والكشف مع الإرشاد

أجزته بكل ما في ثبتنا ... الجامع النوعين بالسداد

أجزته إجازة بشرطها ... عند أولي التحديث والنقاد

أجزته في الروضة الفيحاء ... بطيبة المختار طه الهادي

صلى عليه ربنا وسلما ... وآله وصحبه الأمجاد

ما غردت قمرية فأطربت ... وأمطرت سحب وسال واد

وكان ينظم الشعر, وشعره شعر علماء؛ لأنهم لا يشغلون أنفسهم به كما قال ابن بسام: إن شعر العلماء ليس فيه بارقة تسام, وجعل الشهاب أن أحسن بعض أشعارهم من قبيل دعوة البخيل أو حملة الجبان. وقال الأمين في نفحته: قلت: علة ذلك أنهم يشغلون أفكارهم بمعنى يعنى، والشعر وإن سموه ترويح الخاطر لكنه مما لا يثمر فائدة ولا يغني "هذه تسلية العلماء، وحديث: "إن من الشعر حكمة" محفوظ عند الجميع" وشتان بين من تعاطاه في الشهر مرة, وبين من أنفق في تعاطيه عمره.

وقد ترجمه الشيخ سعيد السمان في كتابه وقال في وصفه: خاتمة أئمة الحديث ومن ألقت إليه مقاليدها بالقديم والحديث اقتدح زناده فيه فأضاء وشاع حتى ملأ الفضاء آخذًا بطرفي العلم والعمل متسنمًا ذروة عن غيره بعيدة الأمل, يقطع آناء الليل تضرعًا وعبادة, ويوسع أطراف النهار قراءة وإفادة, لا يشغله عن ترداده النظر في دفاتره مرام, ولا عن نشر طيبها نقض ولا إبرام.

ولصاحب الترجمة أشعار غير التي ذكرناها, وبالجملة فهو أحد الشيوخ الذين لهم القدم العالية في العلوم والرسوخ.

وكانت وفاته بدمشق في محرم الحرام, افتتاح سنة اثنتين وستين ومائة وألف، ودفن بتربة الشيخ أرسلان -رحمه الله تعالى١.


١ في الأصل: "رضى الله عنه" والأولى قصر الترضية على أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>