للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وما أورده أبو جعفر الطبري في مقدم تاريخه عن ابن عباس من قوله: "الدنيا جمعة من جمع الآخرة، كل يوم ألف سنة". وعلى تقدير صحته فالأخبار الثابتة في الصحيحين كما قال شيخنا تقتضي أن تكون مدة هذه الأمة نحو الربع أو الخمس من اليوم؛ لما ثبت في حديث ابن عمر: "إنما أجلكم في من مضى قبلكم كما بين صلاة العصر وغروب الشمس" الحديث بمعناه، قال: فإذا ضم هذا إلى قول ابن عباس؛ زاد على الألف زيادة كثيرة.

والحق أن ذلك لا يعلم حقيقته إلا الله تعالى، وأما حديث سعد بن أبي وقاص: "إني لأرجو أن لا يعجز الله أمتي أن يؤخرهم إلى نصف يوم". وقيل لسعد: "كم نصف اليوم؟ قال: خمسمائة سنة". الذي أخرجه أبو داود وصححه الحاكم وغيره فقد حقق الله رجاءه صلى الله عليه وسلم، وقد بسطته في بعض الأجوبة. انتهى،

وقد حقق الحافظ السيوطي في الكشف أن مدتها تزيد على الألف، ولا تتجاوز الخمسمائة وناقشه القسطلاني في شرح البخاري.

٢٨٠٠- النبي وصاحباه١.

هو مثل كما في النجم.

وقال في "المقاصد": يقال في اعتضاد المرء بصاحبه، معناه صحيح، قال البخاري في تفسير {كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ} [الفتح: ٢٩] شطأ السنبل ينبت الحبة عشرًا أو ثمانية؛ فيقوي بعضه ببعض فذلك قوله تعالى {فَآزَرَهُ} [الفتح: ٢٥] قواه، ولو كانت واحدة لم تقم على ساق، وهو مثل ضربه الله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم إذ خرج وحده، ثم قواه بأصحابه كما قوى الحبة بما ينبت منها. ومثله {سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ} [القصص: ٣٥] ، والمؤمن كثير بأخيه.

٢٨٠١- "الندم توبة" ٢.

رواه الطبراني في "الكبير" وأبو نعيم عن أبي سعيد الأنصاري مرفوعًا بزيادة: "والتائب من الذنب كمن لا ذنب له". وسنده ضعيف.


١ "ليس بحديث" انظر "تمييز الطيب من الخبيث"، "١٥٣٢".
٢ صحيح: رقم "٦٨٠٢".

<<  <  ج: ص:  >  >>