للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٢٨١٠- النظر إلى الوجه الحسن يجلو البصر والنظر إلى الوجه القبيح يورث القلح١.

رواه أبو نعيم بسند ضعيف عن جابر بالشطر الأول فقط: وبسند آخر أضعف من الأول بالشطر الثاني، قال القاري: ويقوى الأول حديث: "النظر إلى المرأة الحسناء والخضرة يزيدان في البصر". رواه أبو نعيم عن جابر كما في "الجامع الصغير" للسيوطي.

وللديلمي عن عائشة مرفوعًا: "النظر للوجه الحسن والخضرة والماء يحيي القلب، ويجلي عن البصر الغشاوة". وعن ابن عباس مرفوعا: "النظر إلى الوجه القبيح؛ يورث الكلح". وتقدم في "ثلاثة يجلين البصر.." ما يشهد لذلك. والقلح بفتح القاف واللام وبالحاء المهملة: صفرة الأسنان.

قال النجم: ولعله تصحيف، وإنما هو الكلح بالكاف كما في حديث ابن عباس، وهو: عبوس الوجه كأنه متكبر، ونقل ابن القيم عن شيخه ابن تيمية أنه سئل عن حديث: "النظر إلى الوجه الجميل عبادة"، فأجاب بأنه: كذب باطل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم يروه أحد بإسناد صحيح، بل هو من "الموضوعات"، ومثله: "النظر إلى الخضرة يزيد في البصر، والنظر إلى المرأة الحسناء يزيد في البصر"؛ فإنه موضوع كما قاله الصغاني.

٢٨١١- نظرة في وجه العالم؛ أحب إلى الله من عبادة ستين سنه صيامًا وقيامًا٢.

كذا في نسخة سمعان بن المهدي عن أنس مرفوعًا، وأورده الديلمي بلا سند عن أنس مرفوعًا بلفظ: "النظر إلى وجه العالم عبادة، وكذا الجلوس معه والأكل والكلام"، ولا يصح شيء من ذلك كله كما سبق ذلك.

قال القاري: وقد ورد: "النظر إلى وجه علي عبادة"؛ رواه الطبراني والحاكم عن ابن مسعود وعمران بن الحصين. انتهى؛ لكن قال الحاكم: صحيح. وقال الذهبي: إنه موضوع باطل، وأورده ابن الجوزي في الموضوع، وتعقبه السيوطي: بأنه ورد من رواية أحد عشر صحابيًا.


١ في معناه، موضوع: رقم "٦٠٠٣".
٢ "لا يصح" انظر "تمييز الطيب من الخبيث"، "١٥٣٩".

<<  <  ج: ص:  >  >>