للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٠٤٢- لا تكرهوا الفتنة في آخر الزمان؛ فإنها تُبِير المنافقين١.

رواه الديلمي ومن جهته أبو الشيخ عن علي رفعه: "لا تكرهوا الفتن؛ فإنها تُبِيرُ المنافقين"، وأخرجه أبو نعيم عن علي، وفي سنده ضعيف ومجهول؛ لكن قد ثبتت الاستعاذة من الفتن في أحاديث: منها حديث: "ومن فتنة المحيا والممات". وقول عمار: "أعوذ بالله من الفتن".

قال ابن بطال عقبه: فيه دليل على أن الفتنة في الدين يستعاذ منها، ثم قال: وهو يرد الحديث الذي روي: "لا تستعيذوا بالله من الفتن؛ فإنها حصاد المنافقين"؛ لكن عبارة فتح الباري: قال ابن بطال في مشروعية التعوذ من الفتن: الرد على من قال اسألوا الله الفتنة؛ فإن فيها حصاد المنافقين، وزعم أنه ورد في الحديث، وهو لا يثبت رفعه، بل الصحيح خلافه. انتهى.

ونقل في فتح الباري أيضًا عن ابن وهب أنه سئل عنه، فقال: باطل، وأقره، قال في المقاصد: وهو كذلك، وحكاه الساجي فقال: سمعت الربيع بن سليمان يقول: سمعت ابن وهب -وقيل له فلان- حدث عنك عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "لا تكرهوا الفتن؛ فإن فيها حصاد المنافقين"؛ فقال ابن وهب: "أعماه الله إن كان كاذبًا"، قال الربيع: فأخبرني أحمد بن عبد الرحمن أن الرجل عمي، وحديث: "لا تتمنوا لقاء العدو، واسألوا لله العافية" قد يشهد لعدم صحته. والمشهور على الألسنة: "لا تكرهوا الفتن؛ فإنها حصاد المنافقين" وفي لفظ: "فإن فيها حصاد المنافقين".

٣٠٤٣- "لا تكونوا عونًا للشيطان على أخيكم".

رواه البخاري عن أبي هريرة مرفوعًا في حديث الذي أتى به النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو سكران، وقال له رجل من القوم: اللهم العنه.

٣٠٤٤- لا تلد الحية إلا حية.

ليس بحديث؛ وإنما هو من كلام بعضهم، وذلك في الأغلب، وإليه الإشارة بقوله تعالى {وَلا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِراً كَفَّاراً} لذا قيل:

إذا طاب أصل المرء طابت فروعه ... ومن عجب جاءت يد الشوك بالورد

وقد يخبث الفرع الذي طاب أصله ... ليظهر حكم الله في العكس والطرد


١ باطل، انظر التمييز "١٥٩٢".

<<  <  ج: ص:  >  >>