الصحيحة والضعيفة، هذه الأحاديث التي لا يخفى على أي مسلم، عنده شيء من الثقافة الإسلامية، أنها هي السبيل الوحيد لفهم كتاب الله تعالى، فهمًا صحيحًا، حيث إن كثيرًا من الآيات، لا يمكن أن يتوصل إلى فهمها إلا بطريق بيان السنة النبوية، وقد نص الله -عَزَّ وَجَلَّ- على ذلك بقوله تعالى:{وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ}[النحل: ٤٤]. فهذا وغيره من النصوص، تؤكد للمسلم أنه لا سبيل إلى فهم القرآن إلا بطريق سنة الرسول عليه الصلاة والسلام.
وقد كان للسيد محمد رشيد رضا، عناية بالغة بعلم الحديث، بحدود مساعدة وضعه العلمي والاجتماعي والسياسي، فكثيرًا ما نبه إلى ضعف بعض الأحاديث من حيث إسنادها، عبر مجلته "المنار" التي أصبحت نواة طيبة، لفتت أنظار المسلمين للعناية بأحاديث الرسول -عليه السلام-، فإذا كان من الحق أن يعترف أهل الفضل بالفضل، لذوي الفضل، فأجد نفسي بهذه المناسبة الطيبة مسجلًا هذه الكلمة، ليطلع عليها مَن بلغته، فإنني بفضل الله -عَزَّ وَجَلَّ-، بما أنا فيه من الاتجاه إلى السلفية أولاً، وإلى تمييز الأحاديث الضعيفة والصحيحة ثانيًا يعود الفضل الأول في ذلك إلى السيد رضا -رحمه الله-، عن طريق أعداد مجلته "المنار" التي وقفت عليها في أول اشتغالي بطلب العلم" انتهى محل الغرض منه (١).
(١) "حياة الألباني، وآثاره، وثناء العلماء عليه" (١/ ٤٠٠، ٤٠١)، وفي تتمته فَصَّل الألباني -رحمه الله- في التنبيه على أخطاء الشيخ رشيد رضا -رحمه الله- وبخاصة فيما تأثر فيه بأستاذه محمد عبده -عفا الله عنه-، فانظره: (١/ ٤٠١ - ٤٠٥).