للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[تبرئة المصريين من دماء الوهابيين]

تروج المدارس الاستعمارية لفِرية أن المصريين حاربو االوهابيين، وبدل أن يقول تلامذتها: "جيش محمد علي" يستسهلون وصفه بالجيش "المصري"، مع أن الجريمة يتحملها محمد علي وولداه أما الجيش المصري فلم يكن قد وُلد أصلًا (١).

لقد وصف ابن بشر الجيش الذي حارب الوهابيين بأنه (جيش الروم)، وقال الريحاني: "جاء بجيش لا يتجاوز الأربعة آلاف، وفيهم الألباني والمغربي والسوداني، وقد أضاف إليهم في (مروره) بالصعيد ألفين من الفلاحين (للأشغال والخدمة) ".

وقال خير الدين الزركلي: وكان اشتعال جذوة الحرب علي يد واليها -أي الدولة العثمانية- بمصر، محمد علي باشا، فوجه جيشًا قوامه الأرناؤوط والانكشارية ممن تمرد على محمد علي، وأراد التخلص منهم، وأعقبه بجيش آخر أرغم فيه بعض المصريين على الانخراط فيه وسماهم "متطوعين" (٢).

وهاك نص ابن بشر -يصف تركيبة الجيش بما لا يدع مجالًا للشك في أنها لم تكن حملة (مصرية) يقول -رحمه الله-: "وفي هذه السنة أجمع أمراء الروم على المسير إلى الحجاز" .. والرئيس المقدم بهذا الأمر من جهة الروم صاحب مصر محمد علي، فكانت العساكر التي استقلت من مصر من الترك وأهل المغرب وغيرهم نحو أربعة عشر ألف مقاتل أو يزيدون" (٣) اهـ.


(١) "السعوديون والحل الإسلامي" ص (١٤٧).
(٢) "السعوديون والحل الإسلامي" ص (١٤٨).
(٣) "نفس المصدر" ص (١٤٩).

<<  <   >  >>