للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[التضليل الإعلامي والصد عن سبيل الله]

لقد واجهت الدعوة التجديدية الوهابية أخطارًا عديدة، ولكن أخطر ما واجهته سلاح الدعاية والإعلام الكاذب، المتمثل في الكتابات والنشرات التي هاجمت الوهابية هجومًا ظالمًا غاشمًا (١) قفزت فيه على كل المعايير الإسلامية والأخلاقية (٢)، فضلًا عن الأمانة العلمية.

وأشهر ما نُسب إليه من الأكاذيب (٣) دعوى أنه من الخوارج، وانتقاصه لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وتكفيره الأمةَ على العموم، بل بلغ ظلم دحلان أن


(١) ومما ضاعف تأثير هذه الحملات بطء التواصل بين نجد وبين سائر الأقطار، ويكفي للتدليل على مداه أن خبر دخول الوهابيين مكة وصل القاهرة بعد وقوعه بخمسة وثلاثين يومًا، انظر: "الدولة السعودية" ص (٤٣٣).
(٢) ولعل أقبح مظاهر التطاول "غير الأخلاقي" ما ادُّعِي أنه كتاب "مستر همفر" الذي اختلقه من لا خلاق له، والذي لا يستحق سوى أن ينبذ نبذ النواة، ويُعرضَ عنه، انظر: مجلة "الأصالة" الأعداد (٣١،٣٢، ٣٣) مقالات الشيخ مالك شعبان، ومثله: قول محمد بن فيروز (ت ١٢١٦هـ) في تقريظه لكتاب "الصواعق والرعود" للزبيري (ت ١٢٢٥هـ)، جاء فيه قوله: " .. بل لعل الشيخ -يعني عبد الوهاب- غفل عن مواقعة أمِّه فسبقه الشيطان إليها فكان أبا هذا المارد"اهـ كما في "مصلح مظلوم ومفترى عليه" للأستاذ مسعود الندوي ص (٢٠٦) فهل يفتقر صاحب حقّ إلى أن ينحط إلى مثل هذا القاع السحيق ليؤيد مذهبه، أو لينازل خصمه؟! أم أنه
- حقًا - أسلوب يعلن عن إفلاس صاحبه عن حجةٍ أو برهان، فالتجأ إلى حيلةِ العاجز: السب والبهتان؟!
(٣) انظر "الانحرافات العقدية" (١/ ٢٢٥).

<<  <   >  >>